منذ زمن طويل وأمريكا تعلن أنها هي الحليف الرئيسي لجميع دول الخليج ،كيف لا وقد هبت لنجدة الكويت وتحريرها من اعتداء صدام كما ساندت العراق في حربه ضد إيران بالرغم من أنها كانت في الوقت نفسه تمول إيران بالسلاح وتقوم بتدريب الإيرانيين في إسرائيل وبعد ذلك قامت باحتلال العراق ثم قدمته لقمة سائغة لإيران واعتمدت وضع المالكي رئيساً عليه لتمكن قبضة إيران من العراق وتسيطرعليه سيطرة كاملة ومع كل تلك الأعمال المضادة لمصالح دول الخليج فقد حرصت دائماً ومن خلال تصريحاتها الإعلامية ومؤتمراتها الصحفية على التعبيرعن وقوفها ومساندتها لحلفائها في دول الخليج بالرغم من اتخاذها مواقف مختلفة في كثير من الأحداث الجارية بالمنطقة وخصوصاً تلك التي ترتبط بإيران والتي كانت في زمن ما العدواللدود لأمريكا وأصبحت بين ليلة وضحاها الصديق المقرب لها وتكاد تكون حليفاً إستراتيجياً لها بالمنطقة. التقارب الأمريكي الإيراني كان واضحاً خصوصاً بعد إعلان الإتفاق النووي الإيراني والذي كان على حساب علاقات أمريكا بحلفائها في المنطقة مما جعل وزير الخارجية الأمريكي يقوم بعد إعلان الاتفاق بزيارة للمنطقة ليطمئن فيها الحلفاء ، هذا التقارب ظهر واضحاً للعيان من الموقف الأمريكي اتجاه النظام السوري الظالم الذي يعيث فساداً منذ عدة سنوات ويلقى دعماً متواصلاً من إيران ومن خلفها روسيا. مؤخراً كشفت صحيفة ( وول ستريت جورنال) عن تقديم أمريكالإيران 400 مليون دولار نقداً وعن طريق الجو في يناير الماضي ، وبعد يوم واحد من تسلم الحرس الثوري في إيران للمبلغ أفرجت السلطات الإيرانية عن أربعة أمريكيين كانوا في السجون الإيرانية كما تم الإفراج عن 7 ايرانيين في السجون الأمريكية وتم توقيع الاتفاق النووي ، وبعد نشر الخبر وانتقاد المرشح للرئاسة الأمريكي ترامب لهذا الخبر ، أعلن بأن المبلغ إنما أعيد لإيران مقابل صفقة عسكرية دفع قيمتها الإيرانيون في عام 1979م ولم تتم ، أما نقل الأموال نقداً فكان تبريره بأن الولاياتالمتحدة لاتقيم علاقات مصرفية مع إيران . إيران المقربة من أمريكا تدعم الإنقلابيين والحوثيين في اليمن والذين يهددون أمننا واستقرارنا، كما تدعم النظام الظالم في سوريا والذي قتل وشرد الشعب السوري وهي تدعم النظام العراقي الذي يقتل كل يوم العشرات بل المئات من الأبرياء ،وهي تدعم حزب الشيطان في لبنان كما تدعم وتحرض الضالين التابعين لهم ممن يعمدون إلى إثارة الفتن والشغب في دول الخليج ، كل ذلك تقوم به إيران وهي تدعم من قبل أمريكا فهل لازلنا نصدق مقولة إيران ( الموت لأمريكا)؟! . السياسة لم تكن تعرف في يوم ما حليفاً أو صديقاً بل هي المصالح التي تتحكم وتسيطر على جميع العلاقات وهي التي تقرب وتبعد وهي التي تشجب وتستنكر تارة وتستخدم حق النقض تارة أخرى ،فمتى نستيقظ كعرب ونعرف بأن لا حليف للدول العظمى إلا مصالحها ولاصديق لها إلا من يحقق أهدافها . [email protected]