أثار إلقاء عدد من الشاحنات الصغيرة، التابعة للمطابخ، وقصور الأفراح، فائض الولائم، في مكبات النفايات، استياء وغضب المواطنين، والذين أكدوا أن هذا السلوك يمثل حرمانا للمحتاجين، وكفرانا بالنعمة، مشيرين إلى أن هذه الظاهرة تتكرر كل عام، بالتزامن مع الإجازة الصيفية، التي تكثر بها الاحتفالات، والأعراس، ومطالبين بإيجاد عقوبات شرعية رادعة، وتطبيقها بحق مرتكبي هذه المخالفات. إسراف وتفاخر وقال المواطن عبدالوهاب محمد الهذيلي، إن الاحتفالات ومناسبات الأعراس المصاحبة للإجازة الصيفية، تشهد إسرافا في الولائم، باعتبارها من مظاهر التفاخر، والتباهي، لدى بعض المواطنين، وفيها يتم إعداد الوجبات بشكل يسمح بوجود فائض عن حاجة المعازيم، فتكون نهاية النعمة من اللحوم، والأرز، وغيرها في مكب النفايات. وأضاف: «تأثرت كثيرا من مشهد أكوام اللحوم، والأرز خلال رميها في مكب النفايات، بشكل يوحي بعدم المبالاة، أو الاهتمام بهذه النعمة، التي كان من الواجب شكرها بحفظها، وتوزيعها على المحتاجين الذين أدى هذا السلوك إلى حرمانهم منها». غياب الترشيد وقال عبدالله البقمي، مواطن، إن اجازة عيد الفطر تشهد سنويا، الكثير من الاحتفالات، والمناسبات، التي يبالغ الكثير من الناس خلالها في إعداد الأطعمة، وتبقى الكثير من الذبائح كما هي، مشيرا إلى أن المبالغة في التباهي، وغياب ثقافة الترشيد هما السبب الرئيسي، وراء هذه الظاهرة التي يجب على الجميع التكاتف لمحاربتها، محذرا من الإسراف، والتبذير غير المقبول في هذه المناسبات، داعيا إلى التقنين في الوجبات التي يتم إعدادها، وفي حالة وجود فائض يتم توزيعه على الاسر المحتاجة. كفران بالنعمة بدوره قال محمد الهذيلي، إمام وخطيب أحد المساجد، إن عدم حفظ النعمة، يمثل كفرانا بها، وهو من عظائم الأمور، وكبائر الذنوب، لقول الله سبحانه: «وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحقّ عليها القول فدمرنها تدميرا». وأضاف من أشد الأفعال فسقا كفر نعمة التي أسداها الله للعبد، مشددا على أن هذه المناظر المتكررة، والمأساوية، في المناسبات، تثير الحزن في النفس، لعدم الاستجابة للترشيد، رغم كثرة التحذير منها. وقال إن مثل هؤلاء يسوقون المجتمع للهاوية، لقول الله تعالى: «ألم تر إلى الذين بدّلوا نعمة الله كفرا وأحلّوا قومهم دار البوار جهنم يصلونها وبئس القرار»، وطالب المسؤولين بوضع جزاءات شرعية رادعة، لإيقاف هؤلاء المبذرين، وذلك استنادا إلى القاعدة الشرعية: «من أخذ المال من غير حلّه وضعه في غير محله»، مطالبا الذين يقعون في هذا الفعل، باليقظة قبل فوات الأوان، مشددا على أن وضع الذبائح كاملة في مكبات النفايات، جريمة في حق النعمة. «البقمي»: 3 عوائق أساسية تواجه مشروع حفظ النعمة قال رئيس الجمعية الخيرية بمحافظة تربة، سعود محمد البقمي، إن غياب ثقافة التقنين، والاقتصاد في إعداد الطعام، وغياب الوعي بأهمية حفظ النعمة؛ أدى إلى المبالغة والإسراف في الطعام، مشيرا إلى أن هناك عددا من العوائق والعقبات التي تواجه عمل الجمعية، منها: عدم القدرة على تغطية المحافظة ومراكزها بالكامل. عدم تجاوب البعض بالاتصال للتنسيق مع الجمعية من أجل استلامها الفائض وتوزيعه. تقديم الوليمة حتى ساعات متأخرة من الليل. وأوضح ان الجمعية تستقبل يوميا فائض الطعام، من الولائم، عبر مشروع حفظ النعمة؛ والذي يهدف إلى الاستفادة من بقايا الأطعمة السليمة، وتجهيزها بطريقة ملائمة، لتوزيعها مباشرة على الأسر المحتاجة، بواسطة فرق الخدمات المنزلية التابعة للمشروع. المزيد من الصور :