لم تعرف تركيا عبر تاريخها المثير ليلة أطول من تلك التي كانت ستصنع تركيا مختلفة ،ولا أبالغ إن قلت شرقاً أوسطياً آخر. ليلة القبض على أردوغان والتي انقلب فيها السحر على الساحر ،وانتصر البطل في النهاية تماماً كما يحدث في الدراما التركية ذاتها لذا « أفارم عليك « يا أردوغان ! *** وبقي على أردوغان أن يعرف إنه كان قاب قوسين أو أدنى من أن يقع في المصيدة .. وعليه أن يضع في حسبانه أن راعي البقر الأمريكي الذي ورَّطه في مستنقع الدب الروسي مستعد وفي كل مرة أن يقدمه قرباناً إذا ما اقتضت الضرورة ..وأردوغان ليس الوحيد المعني بالدرس بل على زعماء دول العالم الثالث أن يدركوا أن الراعي يدافع عن الخراف في وجه الذئب ليس حباً بها بل كي يسمِّنها حتى يحين وقت الذبح ! *** لقد كان بإمكان المعارضة التركية المسلحة أن تدمر الكثير من البلاد وتسحق الكثير من العباد لكنها رفضت و استسلمت وهي بكامل ذخيرتها للشعب الأعزل فقط لأنها فضلت مصلحة البلاد على مصالحها الشخصية ورفعت شعار «تركيا أولاً» باختصار كان حبها لتركيا أكبر من حقدها على أردوغان و»هنا مربط فرسنا» ثمة فرق كبير بين أن يثور العبيد ليحصلوا على حريتهم وبين أن ينتفضوا ليقتلوا سيدهم . في الحالة الأولى أنت تصنع وطناً ( الثورة الفرنسية مثالاً ) و في الحالة الثانية أنت تستبدل سيداً بآخر ( الربيع العربي نموذجاً ) . *** «رسالة لمسلمي تركيا» من يتهم الغرب منكم أنهم غدروا بكم وبأردوغان أقول لكم هم لا يكذبون ..من البداية كانوا واضحين لقد أظهروا حقيقتهم للإسلام على الدوام ولكن أنتم من يصر دائماً على أنها مؤامرة قلبهم ناحيتكم كالعشب اليابس حتى لو أمطرتموهم حباً ..لن يخضر ! **** «نيران صديقة» هؤلاء الغرب لا يفعلون شيئاً ضد الإرهاب إلا كما يفعل الأطباء الفاشلون وهو «حبس الداء بالجسد» [email protected]