أوصى عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ المسلمين بتقوى الله عز وجل وأن يتدبروا مصالحهم وأن يتعاونوا فيما بينهم على البر والتقوى . وتحدث في خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم في جامع الإمام تركي بن عبدالله بالرياض, عن فضل قراءة القرآن في شهر رمضان, وقال : " إن شهر رمضان شرفه الله تعالى بأن الكتب الإلهية نزلت فيه, حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم // { أنزلت صحف إبراهيم في ليلة خلت من رمضان وأنزلت التوراة في 6 خلون من رمضان, وأنزل الإنجيل في ثلاثة عشر خلون من رمضان, وأنزل الزبور في 18 خلون من رمضان, وأنزل القرآن في 24 خلون من رمضان }//, مما يدل على خصوصية هذا الشهر في إنزال الكتب السماوية, وأما القرآن الكريم فقد نزل على النبي صلى الله عليه وسلم جملة واحدة في بيت العزة, ثم نزل بحسب الوقائع والحوادث . وبيّن فضيلته أن بداية نزول القرآن الكريم هو في الليلة التي بدأ فيها نزول القرآن الكريم في الغار من جبل حراء, و أن ذلك يدل على خصوصية هذا الشهر وفضله وأهميته, وأن النبي صلى الله عليه وسلم طبق هذا الأمر واقع عمليا من خلال مدارسة جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم . كما أشار إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم أراد لرمضان أن يكون القرآن منارة من منارات هذا الشهر, فقال عليه الصلاة والسلام // {من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم له من ذنبه }//, فذلك واضح وضوحًا عملياً في صلاة التراويح والقيام, فإن فيها سماع لكتاب الله, وسماع لآياته العظيمة . واستعرض فضيلته ما كان عليه السلف الصالح من تلاوة للقران والصلاة فيه, مشددًا على أنه ينبغي بعد هذه الأدلة الظاهرة والبراهين القاطعة للمسلم أن يطبق هذا الأمر تطبيقًا عملياً في هذا الشهر المبارك, وأن يستغل كل دقيقة في هذا الشهر في قراءة القرآن, وأن يجعل شهر رمضان شهرًا للإقبال على القرآن تلاوة وتدبرًا, ويراجع نفسه في هذا الأمر, فإن شهر رمضان شهر للقرآن (( الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سراً وعلانيةً يرجون تجارة لن تبور ليوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله )) . وحث الدكتور عبدالله آل الشيخ عموم المسلمين على الإقبال على قراءة القرآن بقلب خاشع وعين دامعة وعقل متدبر, موردا قوله تعالى (( الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم لذكر الله )) . كما أكد أن هذه العلاقة الوثيقة بين القرآن وشهر رمضان فيها حكم عظيمة للأمة, وأن الأمة ما بلغت هذا المبلغ إلا بسبب تمسكها بكتاب ربها وأنها لن تعود إلى سابق مجدها وعزها حتى ترجع إلى كتاب ربها وتتمسك به . وحث فضيلته المسلمين بأن يجعلوا من شهر رمضان فرصة لمراجعة أنفسهم للعودة إلى كتاب الله, مستشهداً بقوله تعالى (( إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم )). ومحذّرا من ترك العمل بكتاب الله ومن هجرانه وعدم تطبيق أحكامه .