يقينًا لو أنها دولة أخرى غير تركيا التي حدث فيها ما حدث قبل يومين لهوت على الأرض! والذي حدث أن الرئيس أردوغان اختلف بالفعل مع رئيس الحكومة والحزب الحاكم دواود أوغلو ليسفر الاختلاف بشكل أو بآخر عن استقالة أوغلو! مع ذلك استيقظت تركيا فلم تجد الجيش في الشوارع وهي التي اعتادت عليه طوال سنوات، ولم تجد العملة تسقط، وسوق العقار يترنح، والسياحة تموت والمستثمرين يهربون. كنت قد ذهبت قبل إسبوع إلى أن الدول الوثابة تطير بأجنحة واحدة وليس جناحًا واحدًا.. وكنت أشير فيما يشبه الانبهار إلى وجود شخص بحجم أوغلو وصفه رئيس البرلمان الأوروربي بأنه «زعيم تركي يقود بلاده نحو مزيد من التنمية» بجوار شخص آخر بحكم أردوغان.. وكان ما كان واختلف الرجلان، فتأمل معي كيف كان الاختلاف! يقول أوغلو مغادرًا موقعه: أحذر الجميع من أي تلاعب بتوازن الاقتصاد الداخلي! أنبه إلى خطورة إطلاق تخمينات من شأنها الإخلال بالمعايير الاقتصادية! سأتابع خدمة الشعب التركي ضمن صفوف الحزب! سأستمر في كفاحي السياسي والديمقراطي للنهاية! هذا ما قاله أردوغان بالنسبة للشعب، فما الذي قاله بالنسبة لأردوغان؟ يقول الزعيم المستقيل للزعيم المستمر: لن أتخلى عن علاقة الوفاء القائمة بيني وبين الرئيس أردوغان! لم ولن أتفوه بكلمة واحدة ضد الرئيس! لن أسمح لأحد أن يستغل هذه المسألة! شرف رئيسنا هو شرفي، وشرف عائلة أردوغان هو شرف عائلتي! مع ذلك سارعت المعارضة التركية متوسمة أو متوحمة فوصفت ما جرى بأنه انقلاب! ومن الواضح على هذا النحو أن الانقلاب في نظر المعارضة التركية يختلف كثيرًا عن معارضات أخر! مضى أوغلو لكنه سيظل في مدار أردوغان! غير أن مخزون الديمقراطية التركية مليء بالطاقات أو قل القيادات، وخذ على سبيل المثال لا الحصر: بن علي يلدريم «ساعد أردوغان أو جناحه الأيمن» الحائز على 11 دكتوراة وصاحب مشروع خط المترو الذي يربط بين الشطرين الآسيوي والاروربي في إسطنبول تحت مياه البوسفور! وهناك إبراهيم فالين مستشار أردوغان للشؤون الخارجية الذي التقيته قبل سنوات عندما كان استاذًا مساعدًا في قسم الدراسات الإسلامية، وهناك إيقكان آلاء «يد أردوغان الأمنية» وايدن أونال الشخص الأبرز في التأثير على الرأي التركي العام.. إنه الرجل الذي كتب معظم خطابات أردوغان لتناغم الفكرين والأسلوبين، وعن علي بابا جان لا تسل! إنه مهندس الاقتصاد التركي، ناهيك عن بشير بوزداغ، والبيراق، وشاهين! تذكرت مونولوج الكرة المصرية الذي تغنى به ثلاثي أضواء المسرح عندما كان الزمالك يدمن تغيير حراس المرمى وآخرهم شاهين: «شالوا ألدو..جابوا شاهين..ألدو قال مانتم لاعبين..شال الشبكة وفيها شاهين» وقلت: تركيا تختلف!. [email protected]