* تعليمنا إلى أين ؟ مقالة لمعالي وزير التعليم الدكتور أحمد العيسى ، كانت في الواقع كتاباً في مقالة ! * بعد كتاب إصلاح التعليم الذي رصد معوقات إحداث التغيير وتحقيق النهضة التعليمية الشاملة المستدامة بفكر الأكاديمي ورؤية التربوي ، نشر معاليه مقال «تعليمنا إلى أين» راصداً منجزات عهود التعليم السابقة ، ووضعه الحالي ، والتحديات التي تواجه إصلاحه . * مقالة معاليه وضعت مرآة الحقيقة أمامنا ، لتكشف ندب التراخي في وجه الميدان وتجاعيد البيروقراطية القبيحة في الممارسات الإدارية . * التراخي من قبل عناصر المؤسسة التعليمية والسعي للفرار من المدرسة بالتغيب غير المبرر وأثره على هيبة المدرسة وجدية التعاطي مع رسالة التعليم والانضباط ، فعاب الاستهانة بوقت الدراسة والاستكانة للدعة وتشجيع الطلاب على التغيب وضعف المشاركة في الأنشطة و الفعاليات ، ماأنتج في المحصلة النهائية ثقافة المطالبة بتعطيل الدراسة وخروج الطلاب من المدارس لغيرما أسباب مهمة . * تحدث معاليه عن ضعف المخرجات وعدم جاهزيتها لمواجهة تحديات الحاضر والمستقبل ، وأن نظامنا التعليمي لا يزال مكبلاً بكم هائل من التحوطات و التوجسات والمخاوف الظاهرة والباطنة ، والتدخلات ممن يحشر أنفه في كل قضية ويفتي في كل شاردة وواردة ، وممن لديهم «فوبيا» التغيير والشك بكل جديد . * وتناول المقال مفهوم المدرسة وضرورة تصحيحه و إعادة صياغته ، فهي ليست فصولاً وحصصا دراسية وحسب ، بل مؤسسة تعليمية تساهم في تشكيل هوية الطالب وشخصيته بتشربه القيم والمعارف من خلال أنشطتها وبرامجها ، وافترض معاليه أن يقضي الطالب أجمل فترات حياته وأكثرها حيوية وإنتاجية ونشاطاً . * عرج معاليه لمخرجات كليات التربية والمعايير غير الكافية للقبول ، والمقررات المغرقة في التنظير وصف الكلام ، وتضخم أعداد المعلمين والموظفين ، التي رفعت كلفة الطالب الواحد في المملكة قياساً بالدول الأخرى ! * وتطرق لطلبات النقل الخارجي وهي من أهم قضايا التعليم التي تتناولها وسائل الإعلام وتشتعل طوال العام ، فبين أن المعلم يقبل بالوظيفة خارج منطقته برغبته لضمان الوظيفة ، ثم يسارع في تقديم طلب النقل ما يجعل طلبات النقل أكبر من أن يستوعبها النظام . * أرقام في المقال : - يصرف على الرواتب والأجور 91٪ من ميزانية وزارة التعليم . - أكثر من 30 ألف طلب إجازة استثنائية أو أمومة سنوياً . - نحتاج 500 عام لتدريب جميع المعلمين والمعلمات . * تحدث معاليه عن عزمه على القيام بخطوات جادة لإصلاح التعليم ، وعن خطته التي تستهدف تحسين البيئة الإدارية وتحسين الأداء وطرح حزمة من المبادرات ضمن برنامج التحول الوطني الذي يشرف عليه مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية . * المقال اتسع لكل تفاصيل المؤسسة التعليمية و عناصرها ، وسبل النهوض بها ، وستبقى صعوبة المهمة والتحديات التي تواجه التنفيذ والممانعات والسلبية و المقاومة التي لن تكون مهمة ترويضها وضمها للركب سهلة ، لاختلاف الخلفيات ، وتنافر المصالح ، لكن نسأل الله العلي القدير أن يعين معاليه ، ولا نشك في أن القيادة الحكيمة خير داعم لمشاريع الإصلاح عموماً والتعليم على نحو خاص . @Q_otaibi [email protected]