* في البدء مهما قلنا، ومهما شكرنا وأثنينا فلن نفي رجال الأمن ومسؤوليهم حقّهم من التقدير والامتنان.. فيومًا بعد آخر يُثبتون لنا وللعالم أجمع أنَّهم على قدر المسؤولية، وأنَّهم نبت طيّب من أرض الحرمين الشريفين. * بيان وزارة الداخلية، والمؤتمر الصحفي للمتحدّث الرسمي لها عن حادثة مسجد قوات الطوارئ في أبها دليل أكيد على مدى الكفاءة العالية التي يتمتّع بها الجهاز الأمني السعودي فقَلَّ أن نجدَ مثل هذه التفاصيل التي أوردها البيان وقَلَّ أن يتمَّ كشف هكذا معلومات تفصيلية في زمن قصير.. وهي بقدر ما أثارته من تفاؤل واطمئنان بقدر ما أثارت عديد التساؤلات.. * خيانة رجل أمن لوطنه ومسؤولياته وزملائه ومهنته هي ولا شك أصابتنا في مقتل فالمُحرِّضون وداعمو الإرهاب نجحوا في الوصول إلى أحد أهم الأماكن التي نجد معها الأمان والطمأنينة.. وهذا أحد أهدافهم الدنيئة وأنا مؤمن أن القيادة ستجد لها العقاب اللازم لكن علينا نحن كمجتمع أن لا نُمكِّن هؤلاء من تحقيق أهدافهم وتشكيكنا في رجال الأمن. * والمحزن أن من قاموا بالعمل وقائمة التسعة المطلوبة.. كلهم ممّن تظهر عليهم ملامح عدّها المجتمع ملامح صلاح وتقوى.. وهذه كارثة أخرى وهدف دنيء يسعى لها المُحرِّضون والإرهابيّون وهو زرع الشك في نفوس المجتمع من هكذا مظاهر.. وقد حدث وبكل أسى. * فالعالم ومنذ أحداث سبتمبر المشؤومة وهو ينظر إلى كل مسلم وعربي ملتحٍ على أنه إرهابيٌّ.. فهل سينجح المُحرِّضون ودعاة الإرهاب في أهدافهم الدنيئة، ويجعلون من مظاهر يعتبرها بقية أفراد المجتمع مؤشرات صلاح سببًا في تشكيك المجتمع في ذاته؟ أم ينجح المجتمع بعقلائه في وضع الضوابط التي تمنع التطرّف والخيانة والتجريم والاتهام.. ويكون ساعدًا مُؤثِّرًا إلى جانب رجال الأمن في حماية ذاته من الإرهاب وأفعاله؟! [email protected]