بارح الدنيا الفانية إلى الدار الباقية يوم الأحد 30/3/1437ه الموافق 10/1/2016م زميلنا عبدالله فرحة الغامدي الإعلامي الإذاعي الذي اشتهر بتقديمه برنامج نور على الدرب في الإذاعة. كان عبدالله ملء السمع، يتكرر اسمه يومياً في إذاعة الرياض وإذاعة القرآن الكريم حيث كان هو المقدم لبرنامج نور على الدرب في كل أيام الأسبوع، حيث يجيب عدد من كبار العلماء على أسئلة المستمعين الدينية التي كانت ترد بالمئات من كل الدول العربية، وقد لقي هذا البرنامج قبولاً لدى المستمعين وكان من أبرز البرامج الدينية في الإذاعات العربية، ولم أشهد برنامجاً ترد له رسائل -أثناء إدارتي للإذاعة- مثل هذا البرنامج في كثرة الرسائل، وتنوعها من الدول العربية، وبخاصة العراق والسودان والجزائر. بدأ برنامج نور على الدرب أسبوعياً، لمدة نصف ساعة، يقدمه الزميل منصور بن عبدالعزيز الخضيري ويجيب على الأسئلة الشيخ صالح العلي الناصر رحمه الله، وكان الشيخ ذا علم غزير، وصوت مميز جذب المستمعين للمتابعة، وحين كثرت الرسائل طورت الإذاعة البرنامج ليكون كل يوم، وفي كل يوم يجيب عن الأسئلة شيخ، وصرفت الظروف العملية الزميل منصور الخضيري عن تقديمه فأسند إلى عبدالله فرحة، ولما صار عبئاً مجهداً له، وزع على عدد من المقدمين منهم عبدالله، ولكنه بقي هو المقدم الأبرز لما تميز به تقديمه لرجل ارتبط اسمه بهذا البرنامج. خفت ذكر عبدالله فرحة في السنوات الأخيرة، ولا أعرف متى ترك تقديم نور على الدرب، حيث انتقل من الإذاعة لأعمال أخرى، وهذا شأن الإعلامي إذا غاب عن الإعلام غاب عن الأذهان، وكنت أقول للزملاء الجدد من خريجي أقسام الإعلام، إذا انضموا للإذاعة: أنتم الآن بلا أضواء، فلا تغرنكم الأضواء الإعلامية، إنما هي مثل من يكون في قاعة مضاءة بثريات ولكن سرعان ما تتحول إلى ظلام داكن بلمسة زر، وكذلك الإعلامي إذا بارح الإعلام ينسى ويغيب عن الأذهان، وهذا ما حصل مع عبدالله عندما ترك الإعلام حتى ذكره الإعلام برحيله. أدار عبدالله إذاعة القرآن الكريم في الرياض عدة سنوات، وبذل جهداً مشكوراً في الإدارة، وأعد وقدم عددا من البرامج الإذاعية، وكان يتسم بالتعامل الحسن مع زملائه، وكان مرحاً في الرحلات التي كان ينظمها منسوبو إذاعة الرياض من حينٍ لآخر، مرة في كل شهر على الأقل تنفيساً من أعباء العمل المرهق الذي كانوا يقومون به. عبدالله فرحة علم من أعلام الأعلام، ترك تاريخاً مشرقاً يذكر به، وسيبقى صوته في برنامج نور على الدرب يطنُّ في أذن كل من تابع البرنامج، رحمه الله وأسكنه فسيح الجنان. [email protected]