كتبت مقالاً قبل أكثر من أربع سنوات عن ضرورة إنشاء جمعيات للمطلقات والأرامل تستهدف تحويل دورهن من جابيات من الجمعيات الخيرية إلى منتجات يعتمدن في الحصول على قوتهن من عَرق جبينهن؛ وأشرت في ذات المقال إلى أهمية ذلك لعدة اعتبارات يأتي في مقدمتها أن الإنفاق الحكومي مُعرَّض للهبوط والنزول بحسب التقلبات الاقتصادية من ناحية ، وتغيير النظرة السلبية السائدة عن المرأة المتمثلة في تعطيل دورها العملي ووجوب مشاركتها وفقاً لثوابت الدين وقيم المجتمع من جهة أخرى، وهذا جزء مما أطلقته وزارة الشئون الاجتماعية على لسان وكيلها للتنمية الاجتماعية ونشرته صحيفة المدينة في عددها رقم (19258) وتاريخ 4/4/1437ه ؛ والذي أعلن عن سبع مبادرات تمثلت في مبادرة «إحسان» التي تدعم النساء المطلقات لتحقيق الاستقرار النفسي والاجتماعي لهن ولأولادهن، ومبادرة «توفيق» والتي تهدف إلى تحقيق عملية التوفيق بين الراغبين في الزواج بأسلوب علمي متطور وضبط شرعي، ومبادرة «نهارية» وتسعى إلى تقديم رعاية نهارية وتأهيل للأطفال المعوقين والتوحديين ودعم أسرهم نفسيًّا واجتماعيًّا ، كما تتضمن مبادرة «تجميل» إكساب الفتيات مهارات وإتقان التجميل وتصفيف الشعر، ومبادرة «مهارة» التي تستهدف إكساب الفرد المهارات الأساسية في الاحتياجات المهنية البسيطة مثل: النجارة والسباكة والكهرباء والميكانيكا البسيطة وصيانة الجوالات، ومبادرة «حرفتي» وتهدف إلى إكساب المرأة حرفة وتطوير المهارات المهنية التي تمتلكها وصقل قدراتها الإنتاجية التنافسية المستدامة، ومبادرة «هواية» التي تسعى إلى إكساب الهوايات التي يمتلكها الشباب والفتيات وصقلها وتطويرها عمليًّا. وأكد وكيل الوزارة بأن وزارته تقوم على تنفيذ المشروعات الخاصة بهذه المبادرات وفق الخطط المدروسة التي وضعت لها والتي روعي فيها احتياجات المجتمع بمختلف أفراده وفق رؤية الوزارة الجديدة للتحول من الرعوية إلى التنموية ؛ وكُلنا أمل ألاَّ تطول دراسة هذه المبادرات وتبقى بين تداول اللجان المميت ، بقدر ما نود أن نراها واقعاً ملموساً وفق منهجية علمية تنقل المستفيدين من مُتلقين سلبيين للهبات والتبرعات إلى عناصر منتجة تكفي نفسها ذُل السؤال ، وتُساهم في دعم عجلة التنمية للوطن . [email protected]