أوصت دراسة متخصّصة ب5 خطوات أساسية للقضاء على الإرهاب، تشمل عزله عن الصراع السياسي، وتصريف الطاقة الدينية، وتشجيع الأجيال على الارتباط بالحياة، واعتبار تراكمات الماضي أخطاء ضرورية لتعلم معطيات الدولة المدنية الحديثة، وتحصين ذلك بقوانين تحمي الدين والدولة. جاء ذلك في دراسة صادرة عن مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة للباحث عمر البشير الترابي، مشيرة في السياق ذاته إلى ضرورة تجاوز التحدّيات التي تواجه عملية التطبيق، والتي تكمن في أن الإرهاب تمخضت عنه شبكة مصالح اجتماعية في بلدانه، وصار التنافس الداخلي على تدفق المقاتلين بين الإرهاب الوسطي والإرهاب العنيف يشكّل مجتمعًا موازيًا. وأشارت الدراسة لتنوّع الحسابات السياسية، حيث أصبح للتطرّف (غير العنيف) وزن سياسي، وللتطرّف (العنيف) أيضًا وزن يحاور ويستخدم، لافتة إلى الوجه العنيف للإرهاب الذي أصبح يُستخدم كدعاية بيضاء للإسلام السياسي الذي يحتوي على جرعة أكبر من التسييس والبرجامتية. ولفتت الدراسة إلى أن مصالح بعض الدول جعلت تغذية الإرهاب ممكنة، مرجحةً فشل أي محاولة للقضاء على الجماعات الإرهابية إذا لم يتم تلافي هذه الأسباب. وأكدت الدراسة على ضرورة إجراء تعديلات ثقافية تعالج الثغرات التي تتسرّب عبرها آلية التبريرالإرهابية عن طريق تشجيع الفلسفة بضروبها وتدريسها لتدريب العقل على توليد خيارات صائبة ذات درجات تعتمد على ظروف متغيّرة. وحثت على دعم مشروعات تعزيز العيش المشترك وحب الوطن، محذرةً من خطورة التعامل الاعتباطي مع النصوص الدينية، وطرحت الدراسة تساؤلاً عن توقيت انتهاء الإرهاب.. وهل يبدأ بموت أبي بكر البغدادي، أو بتحويل القاعدة لذئاب منفردة، أو قطع التمويل عنها؟، وأوضح الباحث في إجابته أن المسار المثالي هو وقف استخدام الدين كتبرير لفعل سياسي.