استغرب الإعلامي الرياضي، وليد الفرّاج، في حلقة من برنامجه الشهير "أكشن يا دوري"، من كون الراتب الشهري ل اللاعب الواحد من منتخبنا الأولمبي لكرة القدم في ناديه، لا يقلّ عن 200 ألف ريال، ومع ذلك كان أداء اللاعبين مهزوزاً في أولى مبارياتهم أمام منتخب تايلاند المغمور، في التصفيات المؤهِّلة للألعاب الأوليمبية المقبلة!. أنا أزيد وليداً من الاستغراب بيتاً، من النثر كما من الشعر، وأقول له أنّ هذا الراتب هو مجموع الرواتب الشهرية لعدد 10 من المهندسين الخبراء، الذين تُقدّر خبرتهم ب 30 سنة على الأقل في نظام الخدمة المدنية، وقد تكون مرتبتهم الثانية عشرة أو الثالثة عشرة، وهي مرتبة "مدير عام"، ممّا هي مباشرةً دون مرتبة "وكيل وزارة" التي لا فوقها إلّا مرتبة "الوزير" نفسه، مع الفارق الكبير في نوعية ما يقدّمه المهندسون للوطن مقارنةً بما يقدّمه اللاعبون مع احترامي الشديد لهؤلاء الأخيرين. مثل هذا يجري في معظم دول العالم، وأن يجري في معظم دول العالم لا يعني أن نُسلّم بصحّته، أو أن نكون "إمّعة" نُقلّد غيرنا كما لو كان التقليد للتقليد فقط، أو أن ندخل طواعيةً في نفس الجُحْر الذي دخله غيرُنا، وما المانع أن تكون لنا شخصية مستقلة نُدير بها دخول الأفراد بما يناسب عطاءهم تجاه المعيار المهم الوحيد.. ألا وهو الوطن؟. منذ زمن وأنا أطالب بإصلاح دخول المهندسين، بإقرار كادرهم المهني، لا لأنّي مهندس، بل لأجل الوطن، ثمّ لتعاطفي مع المهندسين الموظفين الذين لا تتناسب دخولهم مع أهمية أعمالهم، لكن للأسف لم يُقرّ الكادر، ولا أظنّه سيُقرّ إلّا بتدخل قيادي حازم، ومع هذا الوضع، وليس حسداً من عند نفسي، ولأجل الوطن أيضاً، أطالب بإقرار كادر مهني ل اللاعبين، يُحدّد دخول اللاعبين بلا سفه ولا مبالغة، حتى يشعروا بقيمة القرش، فضلاً عن ملايين الريالات، وليكون عطاؤهم أفضل للوطن لا للنادي، فقد هَرِمْتُ وأنا أسمع عن عقود مليونية في أوساط اللاعبين دون أن يهدونا بطولات عالمية تجعلنا نقول: حلال فيهم هذه الملايين!. @T_algashgari [email protected]