من الحكمة أن يحرص أحدُنا على تفقّد مخارج الطوارئ والتأكد من صلاحيتها وجاهزيتها للاستخدام وقت الحاجة الطارئة، في مواقف وحوادث من الممكن مواجهتها في خضمّ الحياة، فمن الخطأ وضع سلاسل عليها وإغلاقها بشكل يتعذر معه الخروج من تلك المواقف بسلام وأمان، وبأقل الخسائر الممكنة. ولعلّ من أهم أنواع أبواب الطوارئ المُتاحة في الحياة، السفر خارج البلاد، للتمتع بشيء من العُزلة والحياة الطبيعية لأيام معدودة، والهروب من واقع يؤرق كثيرين ويضطرهم إلى ضيق العيش والتصرف بسلوكيات غير مرغوبة، لكن ضغوطات اجتماعية غير مبررة ونظرة ثقافية موروثة غير سوية، وسلوكيات غير إنسانية، واقتحام فظ للخصوصية الشخصية التي يتعرض لها بعضهم، تجعل من معيشتهم نوعًا من التعنيف الاجتماعي المسكوت عنه، تتسبب في تراكمات لمشاعر سلبية تضطرهم بين حين وآخر للمسارعة للتنفيس عنها واستخدام مخرج الطوارئ المتاح لهم - أي السفر - ولا يتاح لغيرهم ممن تجرّعوا الغُبن والحصار الأسري والاجتماعي، وبخاصة بعض النساء اللواتي لا عزاء لهنّ. وفي السياق نفسه، تمثّل بعض أنواع السلوكيات الشخصية مخارج مهمة للطوارئ، من الضروري عدم التردد في استخدامها، منها ميزات (بلوك) و(ديليت) و(ميوت) وغيرها في وسائل التواصل الاجتماعي، واللجوء للتغافل والتجاهل عند اتقاد نار الجدل العقيم، وانتشار سعار الشتم والمزايدة، ليكون الصمت الحكيم مخرج طوارئ ومهربًا من خطر الاكتواء بنيران الشحنات السالبة، والتعامل مع غير الأسوياء من البشر أصحاب العاهات الفكرية. أما الطلاق والخُلع، فمن وسائل إنقاذ ما يمكن إنقاذه من النفس والمزاج والصحة، عند تعذّر العيش بسلام وكرامة، ومخرج طوارئ يمكن استخدام عند الضرورة القصوى، بوصفه بديلا عن استمرار حياة مرهقة بلا معنى. من الضرورة الإنسانية أن يتوفر لكل شخص مخرج طوارئ شخصي، وخطة مُحكمة بديلة، وفرصة نجاة من احتمالات غير محسوبة، بتفعيل أنظمة وقوانين تحفظ حق الإنسان في التمتع بحياة كريمة، وتضمن صيانة كرامته من المساس، عوضًا عن تقييده بأغلال وسلاسل تعقيدات تُغلق في وجهه أبواب النجاة من مواقف مصيرية خطيرة، وتجعله في خوف دائم من الوقوع ضحية للموت، أو عرضة للأذى النفسي والبدني دون ذنب أو خطيئة. [email protected]