بدأت الامتحانات، وانطلقت في المنازل والمدارس الحملات المعهودة في نهاية كل فصل دراسي، والإستعدادات الخاصة بهذه الفترة، وكما أردّدُ دائمًا، فإن الاستعدادات للامتحانات الفصلية لا تبدأ خلال فترة الامتحانات، بل تبدأ منذ بداية الفصل الدراسي، بحيث لا تأتي فترة الامتحانات إلاَّ والطالب قد استوعب كل الدروس، وقام بمراجعة كل الأسئلة، فيستعد للامتحانات من خلال مراجعة سريعة لدروس الفصل، وحلّ المزيد من المسائل، ومراجعة الملخّصات، والاطّلاع على بعض أسئلة الامتحانات السابقة فقط، ومع ذلك -وللأسف- فإننا نجدُ بعض الطلاب والطالبات يدخلون موسم الامتحانات وهم لا يعرفون ماهو المنهج في الأساس، ولا يعرفون الدروس التي يشملها الامتحان، ولم يستوعبوا بعضًا منها، ويضيع الوقت خلال أيام الامتحانات في تحديد الدروس، ومن ثم الاعتماد على بعض الأسئلة والملخصات غير الموثّقة من قِبل المدرسة. خلال هذه الفترة الحرجة من الموسم الدراسي لم يعد القلق محصورًا في المدارس والمنازل على استعداد الطلاب للدخول للامتحانات، واستيعابهم للمناهج التي سيتم الاختبار فيها، بل امتد حيز القلق لدى البعض ليشمل سقوط بعض الطلاب في مصائد الخطر التي تتربص بهم خلال هذه الفترة، وخصوصًا المراهقين منهم، والذين يسعى ضعاف النفوس إلى اصطيادهم وترويج بعض المخدرات لهم بحجة أنها تساعدهم على التركيز والبقاء فترة أطول بدون نوم، كما أن بعض هؤلاء الطلاب يسعى خلال هذه الفترة أيضًا وبعد الخروج من الامتحانات إلى القيام ببعض التصرّفات الطائشة، والأعمال المتهوّرة مثل ممارسة التفحيط بحجة التنفيس، واستعراض المهارات أمام حشد الطلاب، والبعض الآخر قد يلجأ للمقاهي بعد الامتحانات والتي كثيرًا ما يكون بعضها المستنقع الذي يقع فيه كثير من الطلاب. كل تلك المخاطر تقع مسؤوليتها على المدرسة والمنزل، وفي هذا الوقت تصبح المسؤولية مضاعفة، فالمعلم يجب أن يبلغ المنزل بشأن أيّ ملاحظة يرصدها على الطالب، والأسرة هي مسؤولة أيضًا عن إبلاغ المدرسة عن أيّ ملاحظة تجدها على ابنها في المنزل، وإلاّ فإن استمرار عدم التواصل بين الجهتين، وتجاهل المتابعة وخصوصًا خلال هذه الفترة الحرجة من شأنه أن تتبعه العديد من المخاطر -لا سمح الله-. إن فترة الامتحانات ليست فقط امتحان للطلاب، بل هي أيضًا امتحان لعلاقة الأسرة والمدرسة، وتُعدُّ جزءًا هامًّا من مستقبل أبنائنا، ويجب علينا أن نبذل جهدًا مضاعفًا خلال هذه الفترة لنساعدهم في تحقيق نتائج مفرحة في نهاية الفصل -بإذن الله-. [email protected]