أكد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني على الدور القيادي والريادي الذي تمثله المملكة العربية السعودية وحضورها القوي على المستوى العالم من خلال مواقفها السياسية الواضحة والعادلة والقوية، منوها بما يحظى به خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - من مكانة دولية بارزة واحترام كبير على المستوى الدولي وهو ما أسهم في أن تتبوء المملكة هذه المكانة. وقال سموه في تصريح صحفي عقب اختتام اجتماعات الدورة ال 18 لوزراء السياحة العرب في الشارقة أمس، " تؤدي المملكة اليوم دورا رئيسيا على مستوى العالم سياسيا واقتصاديا، وهو دور مستحق نتيجة ما يحظى به خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - من احترام ومكانة بارزة عالميا تكونت عبر سنين حياته فهو رجل سلام ورجل سياسة ورجل حضارة ورجل احترام للمواطنين ورجل حكمة ورجل مستنير ومتنور". وأكد سموه على الدور التاريخي للمملكة في قيادة المنطقة وتعزيز استقرارها وخاصة في الظروف الراهنة. وأضاف: " دورنا الذي يقوم به خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله -، وهذه الدولة المباركة منذ قيامها هو دور تاريخي قيادي وهذا قدرها، قدر المملكة وملكها أن يكون لها دور تاريخي في قيادة المنطقة، وخاصة في زمن الأحداث السياسية والأمنية الكبيرة، ونحن الحمد لله تشبعنا بهذا الدور عبر تاريخ الجزيرة العربية كلها وتاريخ الدولة السعودية منذ إنشائها قبل 300 عام، وتاريخ الدولة السعودية الحديثة الآن، فلذلك لا يجب أننا ننظر إلى هذا الدور بأنه دور مؤقت، بل هو دور مستمر لأن دورها كوجهة للمسلمين وموقعها الجغرافي والاقتصادي أدى إلى أن يكون للمملكة دورها القيادي والريادي. وأشار إلى أن المملكة تعيش حاليا نقلة كبيرة في الاهتمام بالتراث الوطني والعناية به بدعم ورعاية من خادم الحرمين الشريفين، لافتا إلى أن خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - يرعى مشروعا رياديا على مستوى العالم هو "برنامج خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري"، الذي هو في جزء منه توعوي وإعلامي، وفي جزء كبير منه استكشافي وترميمي واقتصادي وتمويلي.
وأضاف: "نحن نريد أن نعزز ارتباط مواطني المملكة بتاريخهم وتراثهم الحضاري، وفي مقدمته ديننا الإسلامي الذي يعتبر أهم مكون لنا، وأن يفهم العالم أن هذا الدين العظيم خرج من أرض تقاطعت عليها الحضارات التي توجت بحضارة الإسلام حين بنت على هذه الحضارات وطورتها وهذبتها، ولا يمكن أننا نبقى في الجانب الآخر والعالم ينظر إلينا ونحن نقف على بئر بترول، أو نكتفي بالمقومات الاقتصادية وهي بلا شك مهمة، لكن لابد أن ينظر العالم إلينا كسعوديين وخليجيين وللعرب جميعا على أننا قوم يقف على أرض شامخة، أرض الحضارات والقيم والتاريخ والتقاطعات الحضارية والاقتصادية وفي مقدمة كل ذلك أرض الإسلام والحضارة الإسلامية العظيمة، وشعب المملكة وأبناءها وشبابها، لابد في هذه المرحلة ألا يكتفوا بالعيش في هذه البلاد العظيمة بتاريخها وحضاراتها ولكن أن يعيشوها ويتشبعوا بمكانة بلادهم عبر التاريخ حتى يستطيع كل واحد منهم أن يقوم بدوره التاريخي المستقبلي إن شاء الله". وقال سموه بأن الأمن والازدهار والنماء الذي نتطلع إليه في المنطقة لن يتحقق إلا بوعي مواطني الدول العربية عموما والشباب منهم على وجه الخصوص بتاريخ بلادهم والحضارات العريقة التي تعتبر امتدادا ووريثا للحضارات التي تعايشت مع الحضارات الأخرى وازدهرت لتكون مؤثرا كبيرا في الثقافة الإنسانية متطلعا إلى تفعيل هذا المسار.