أثنى صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، على ما تتمتع به المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - من مكانة سياسية مهمة في المنطقة والعالم، مشيداً بدوره الكبير - أيده الله - في إحلال السلم في منطقة البلقان. ونوه سموه بما تشهده المملكة من تطور اقتصادي واجتماعي وثقلها السياسي على المستوى العالمي، مشيراً إلى مكانة المملكة وموقعها في الجزيرة العربية التي تمتلك مكانة تاريخية وحضارية كونها مقراً للحضارات الإنسانية منذ القدم، وتوجت بالحضارة الإسلامية التي احترمت القيم التي سبقتها وبنت على تلك الحضارات وهذبتها وطورتها، إضافة إلى موقعها كممر لطرق التجارة القديمة. وقال سموه في تصريح صحفي عقب اختتام زيارته أمس لجمهورية صربيا بدعوة رسمية من معالي نائب رئيس الوزراء وزير التجارة والسياحة والاتصالات الصربي راسم ليايتش، " إن المملكة تنظر باهتمام متوازن لدول البلقان لأهميتها وموقعها الاستراتيجي، وجمهورية صربيا ذات أهمية بالغة في منطقة البلقان وأوروبا، حيث شهدت خلال هذه الزيارة من المشاريع الاقتصادية والجوانب التراثية والحضارية ما يبرهن على هذه الأهمية والمستقبل المتطور لصربيا ". وأكد سمو رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني حرصه على الزيارات المتبادلة بين البلدين لتطوير التعاون في المجالات الاقتصادية وتبادل الخبرات في مجال الاستثمار السياحي والمشاريع التراثية والمتاحف والحرف اليدوية، وقال " إن المملكة وقعت على اتفاقية " دول عدم الانحياز" في بلغراد عام 1961م، ومنذ ذلك الحين وفيما بعد نشأت العلاقة بين الدولتين " ، مشيراً إلى أن الفترة اللاحقة بعد التوقيع على تبادل العلاقات الدبلوماسية بين البلدين عام 2013م شهدت وضع اللبنات الأساسية لمزيد من العلاقات السياسية والاقتصادية المستقرة في المستقبل . وأشاد سموه بنتائج زيارته لجمهورية صربيا لتطوير التعاون في مجالات التراث والسياحة، وفتح آفاق جديدة للتعاون الاقتصادي بين البلدين، موضحاً أنه يجري التحضير لاستقبال وفد مشترك من جمهوريتي صربيا، والبوسنة والهرسك لزيارة المملكة كوفد موحد لأول مرة لبحث سبل تطوير التعاون الاقتصادي في مجالات التراث والسياحة .
وقال سمو الأمير سلطان بن سلمان" إن المملكة رحبت بتعيين أول سفير لصربيا في المملكة، الذي سيباشر عمله خلال وقت قريب، ونتطلع إلى تسمية سفير للمملكة في صربيا قريباً " ، مؤكدا أن العلاقات بين البلدين ستشهد مرحلة جديدة من التعاون ، ومنوهاً بحرص معالي نائب رئيس الوزراء وزير التجارة والسياحة والاتصالات الصربي راسم ليايتش على تطوير العلاقة والعمل معاً لبناء علاقة إيجابية خاصة في المجال الاقتصادي والسياسي الذي تم بالفعل تطويره على مدى السنوات القليلة الماضية. وأشار سموه إلى أن المملكة تشهد نقلة في مجال الاهتمام بالتراث وتنفيذ مشاريعه ، وقال: " لدينا الآن مشروعات جارية التنفيذ للحفاظ على التراث بمختلف حقبه واعتزازنا كبير كون المملكة خادمة للحرمين الشريفين وقبلة المسلمين ووجهتهم كونها مهبطاً للوحي ومنبعاً للحضارة الإسلامية التي عمت بنورها أصقاع العالم". وبين الأمير سلطان بن سلمان أن المستثمرين السعوديين يحظون باحترام كبير وتتجه إليهم أنظار دول العالم لاستقطابهم نتيجة للقيمة المضافة التي يقدمونها ونجاحاتهم في الاستثمار داخل المملكة التي تمثل بالنسبة لهم الأولوية القصوى، كما أن المملكة تنشط في استقطاب الاستثمارات العالمية النوعية نتيجة للبيئة الاستثمارية الجاذبة باستقرارها السياسي ومتانة اقتصادها وثبات أنظمتها الاستثمارية التي تحرص على معالجة أي قيود أو عوائق للاستثمار. ولفت سموه النظر إلى أن هذا الأمر سيكون متروكاً للحكومة الصربية لتأتي إلى المملكة وتقدم برامجها في مجال الاستثمار، خصوصاً بعد أن جرى الاتفاق على استقطاب بعثات اقتصادية مشتركة مع جارتها جمهورية البوسنة والهرسك التي تتمتع الآن بعلاقات وثيقة مع جمهورية صربيا، موضحاً أن صربيا مؤهلة للنجاح في ذلك خاصة أنها تتمتع بموقع استراتيجي في المنطقة. من جهته أعرب معالي نائب رئيس الوزراء وزير التجارة والسياحة والاتصالات بجمهورية صربيا عن شكره لسمو الأمير سلطان بن سلمان لتلبيته دعوة الزيارة، منوهاً بما حققته الزيارة من نتائج وخاصة توقيع مذكرة التعاون بين المملكة وصربيا في مجالات السياحة والتراث. وأكد أهمية ومكانة المملكة العربية السعودية في المنطقة والعالم وما تشكله من ثقل سياسي واقتصادي، مشيرا إلى أن العلاقات بين المملكة وصربيا ستشهد تطوراً كبيراً خلال المرحلة القادمة، حيث تم التأسيس لهذا التعاون خلال هذه الزيارة.
وكان سمو رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني قد التقى خلال الزيارة بفخامة رئيس جمهورية صربيا توميسلاف نيكوليتش في القصر الرئاسي في بلغراد، كما التقى بدولة رئيس الوزراء السيد ألكسندر فوسيتش، ومعالي وزير الخارجية السيد ايفيتسا داتشيتش، ومعالي وزير الاقتصاد السيد جيلكو سيرتيتش،ومفتي جمهورية صربيا الشيخ محمد يوسف صباهيتش. وعقد سمو رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني جلسة مباحثات رسمية مع معالي نائب رئيس الوزراء وزير التجارة والسياحة والاتصالات بجمهورية صربيا السيد راسم ليايتش، تناولت مجالات التعاون في المجال السياحي وبحث تفاصيل اتفاقية التعاون بين البلدين في مجالات التراث والسياحة وآليات تفعيلها واستفادة الطرفين من الخبرات والفرص المتاحة في مجالات التراث والسياحة. كما وقع سموه مع معالي نائب رئيس الوزراء وزير التجارة والسياحة الصربي مذكرة تفاهم للتعاون بين المملكة وصربيا في مجالات التراث والسياحة. وقام سموه أيضا بزيارة مسجد باجراكلي في بلغراد، ومشروع تطوير الواجهة البحرية، وقلعة بلغراد والمتحف العسكري ومتحف التاريخ اليوغسلافي ، ورافق سموه خلال اللقاءات والزيارات سفير خادم الحرمين الشريفين في جمهورية البوسنة والهرسك هاني بن عبدالله مؤمنة، والوفد المرافق لسموه.