يقف مصنع كسوة الكعبة المشرفة, معلماً بارزاً من معالم العاصمة المقدسة على طريق مكةجدة القديم، وشاهداً على ما يحظى به المسجد الحرام والكعبة المشرفة من عناية واهتمام من قيادة هذه البلاد المباركة الذي يبذلون الغالي والنفيس من اجل تسخير كل الإمكانات وتهيئتها لراحة وخدمة قاصدي بيت الله العتيق, حيث يزوره كل عام الآلاف من مختلف أنحاء العالم خصوصا في موسم الحج من اجل الوقوف على الجهود التي يبذلها العاملون في المصنع من اجل إخراج ثوب الكعبة المشرفة في أحلى حلة . والتقى مندوب وكالة الأنباء السعودية أثناء تواجده بالمصنع, بعدد من حجّاج بيت الله الحرام الذين يقومون بزيارة هذا المصنع والاطلاع على محتوياته وما وصل إليه من تطور وازدهار, حيث أفاد الحاج محمد حسنين من جمهورية مصر العربية, انه يحرص في كل زيارة للمملكة أن يزور المصنع والاستمتاع بمشاهد كيفية صناعة كسوة الكعبة المشرفة والمراحل التي يمر بها صناعة الثوب, معربا عن سعادته بما شاهده في هذا المصنع من تطور ومن نهضة تزداد عام بعد عام. وأكد أن المجسمات والمعروضات التي تحاكي المشروعات الكبيرة والجليلة التي تنفذها حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - والتي لا تدخر جهدا في إنتاج أروع كسوة للكعبة المشرفة كل عام, وذلك تعظيما للبيت الحرام. من جانبه قال الحاج يعقوب محمد أعظم من جمهورية باكستان الإسلامية: إن ما شاهدته اليوم في مصنع كسوة الكعبة المشرفة من معروضات ومن مراحل لتصنيع كسوة الكعبة المشرفة يدعو إلى الاعتزاز والفخر, سائلا الله أن يحفظ المملكة العربية السعودية قيادة وشعبا وأن يجزيها خير الجزاء على ما تقوم به في كل عام من خدمة للحجّاج والمعتمرين وزوار بيت الله الحرام والذين يقومون بعد أدائهم لشعائر ومناسك الحج بزيارة هذا المصنع وذلك للاطلاع على جميع معروضاته ومحتوياته والمراحل التي تمر بها صناعة الكسوة. من جهته عبّر الحاج محمد داتو بن الشيخ على من ماليزيا, عن سروره وهو يتابع بعض مراحل صناعة ثوب الكعبة المشرفة وهي الصباغة والنسيج الآلي وقسم المختبر وقسم الطباعة وقسم التطريز وقسم تجميع الكسوة, معربا عن دهشته للتقنية الحديثة التي يتبعها مصنع كسوة الكعبة المشرفة في صناعة وتهيئة الثوب الجديد الذي ترتديه الكعبة كل عام في التاسع من شهر ذي الحجة, مؤكدا أنه يحرص دائما بعد أدائه لمناسك الحج الحضور إلى المصنع ومشاهدة ما يتضمنه من آليات ومعدات حديثة تستخدم لصناعة كسوة الكعبة المشرفة. بدوره عد الحاج محمد مصطفي من فلسطين مصنع كسوة الكعبة المشرفة, معلما من المعالم التاريخية في العاصمة المقدسة الذي يحرص على زيارته والاطلاع على محتوياته, مؤكدا أنه يرى ازدحاما من حجّاج بيت الله الحرام لزيارة هذا المصنع ومشاهدة كيفية قيام العاملين فيه بصناعة ثوب الكعبة المشرفة ومدى ما يحظون به من مهارات عالية في صناعة الكسوة المشرفة, كما يحرص كذلك على الاطلاع على بعض مراحل إنتاج ثوب الكعبة المشرفة ومشاهدة التقنية الحديثة التي تستخدم في إنتاج هذا الثوب والذي يُعمل سنويا حيث ترتديه الكعبة المشرفة في التاسع من شهر ذي الحجة من كل عام. من جانبه أشاد الحاج موسى محمد هارون من نيجيريا, بتنظيم مواعيد الزيارات لمصنع كسوة الكعبة المشرفة برغم الازدحام الذي يشهده المصنع وذلك لرغبة حجّاج بيت الله الحرام زيارته والتجول فيه ومشاهدة معروضاته وتقنياته, معبرا عن شكره للعاملين في المصنع على ما يقومون به من خدمات وتسهيلات لحجّاج بيت الله الحرام أثناء زيارتهم ومشاهدتهم محتوياته, سائلا الله أن يحفظ هذه البلاد ويجزيها خير الجزاء على ما قدمته وتقدمه من تسهيلات لجميع الحجّاج دون تميّيز. يذكر أن مصنع كسوة الكعبة المشرفة أسس في عام 1346ه, بأمر من الملك عبدالعزيز رحمه الله , وكان موقعه الأول في أجياد وبعد التوسعات نقل إلى جرول ( القبة), وتم إنشاء مبنى جديد للمصنع على مساحة أكثر من مائة ألف متر بأم الجود بطريق مكةجدة القديم, وتم افتتاحه في يوم السبت السابع من ربيع الآخر عام 1397 . ومنذ إنشاء المصنع كانت تشرف عليه وزارة الحج والأوقاف وفي عام 1414 تم نقل الإشراف على المصنع للرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي ومنذ إسناد الإشراف على المصنع للرئاسة وهو يشهد تطوراً تقنياً وإدارياً مستمراً وتم تزويده بالآلات الحديثة وتحويل النسيج اليدوي إلى نسيج آلي وما زال المصنع يواكب عجلة التطور لينتج الكسوة في أبهى صورها.