توِّج الهلال بلقب النسخة الثالثة من بطولة السوبر السعودي بعد فوزه على منافسه النصر بهدف وحيد، فكيف حدث ذلك في ضوء حالة الفريقين قبل المباراة وأثناء اللعب داخل الميدان؟ هذا ما نحلله خلال الأسطر التالية: الهلال استعداد مميز فرض قُرْب موقعة مهمة كمباراة لخويا القطري في ذهاب ربع نهائي دوري أبطال آسيا على الهلال الاستعداد مبكرًا وبقوة، ولذلك ظهر الفريق أفضل كثيرًا من النصر على الصعيدين البدني والفني والدخول في أجواء المباريات، وهو أمر طبيعي كون الفريق بدأ إعداده منذ أواخر رمضان وخاض أربعة لقاءات ودية في معسكره الخارجي، منها لقاء في إيطاليا أمام أودينيزي، ما ساهم في رفع مستوى نسق اللعب لدى اللاعبين. حنكة دونيس كما نجح المدرب دونيس في التغلب على الأزمة التي يسببها بطء الظهير الأيسر عبدالله الزوري من خلال إشراك ياسر الشهراني في مركزه، والدفع بالواعد محمد البريك على الجهة اليمنى، فيما ارتكز «الجوكر» سلمان الفرج في الوسط، وأمامه النشيط خالد الكعبي للمساهمة في تعويض ضعف حركية الشلهوب واندفاع زميله إدواردو للأمام، وجميعها قرارات اتخذها المدرب بعد إلمامه بفريقه وإمكانات العناصر الموجودة لديه، في دليل دامغ على أهمية الاستقرار الفني. الوافدان الأجنبيان رغم أنَّ مهاجم الفريق الجديد ألميدا ظهر بمستوى أقل من المتوسط وفشل في التعامل مع الكثير من الكرات التي وصلته داخل منطقة الجزاء إلا أنه من المبكر الحكم عليه من خلال هذه المواجهة، بينما ظهر زميله إدواردو بشكل جيد. نقطة سلبية لا شك أن بعض فترات لقاء السوبر كشفت لدونيس استمرار الأخطاء الدفاعية، حيث بدا الفريق وكأنه في بعض الدقائق فاقدًا تمامًا للتركيز الدفاعي، وهو ما يجب أن يفطن له المدرب ف»القائم» لن يذود عن شباكه في كل مرة. النصر إعداد سيئ في النصر كان العنوان الأقرب للأداء (بدري على المباراة)، فالفريق لم يبدأ الإعداد في الوقت المناسب للعب مباراة تمثل بطولة، وتعتبر البداية النصراوية منطقية في حال النظر للموسم النصراوي الجديد بشكل عام، فالفريق لن يلعب خلال الشهرين المقبلين إلا 4 لقاءات فقط أمام هجر والقادسية ونجران والمجزل، وبالتالي الوصول به لحالة مرتفعة من الإعداد ثم الدخول مباشرة في هذه التوقفات الطويلة سيكون مضرًا باللاعبين في مراحل متقدمة من الموسم. معسكر ضعيف لم يكتف النصر بتأخره في الإعداد بل إنَّ اثنين من لاعبيه الذين يعتمد عليهم المدرب وهما عوض خميس وفابيان لم يلتحقا بالمعسكر إلا متأخرين جدًا وتحديدًا قبل المباراة بعشرة أيام تقريبًا، وحتى مواجهات الفريق الودية كانت دون المستوى، فالفريق لم يلعب إلا 3 مباريات أشرك فيها المدرب معظم اللاعبين، وربما غالبية اللاعبين الذين شاركوا أمام الهلال لعبوا 90 دقيقة للمرة الأولى منذ بداية الإعداد. تكرار فشل الأجانب بالإضافة للأخطاء الموسمية النصراوية فيما يتعلق بملف اللاعبين الأجانب، لا يزال هناك مقعد شاغر ضمن الرباعي المحترف، بالإضافة إلى التردد الذي أصاب الجهازين الفني والإداري في التعامل مع ملف فابيان ونتج عن ذلك ظهور الفريق بمستوى دون المتوسط.