أعلن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أمس الاول الخميس أن الاتفاق النووي مع إيران لا يملك بديلاً، وأنه إذا لم يتم تنفيذه فإن ذلك يهدد بأزمة عسكرية في الشرق الأوسط، وقال كيري في كلمة خلال جلسة استماع أمام لجنة الشؤون الخارجية التابعة لمجلس النواب بالكونجرس الأمريكي: إن خطة العمل المشتركة الشاملة التي تم الإعلان عنها الأسبوع الماضي في فيينا هي «صفقة جيدة سعينا إليها» خلال المفاوضات مع إيران، معتبرًا أن التعويل الآن على شيء أكبر هو «مجرد خيال»، كما أكد أن إسرائيل سترتكب خطأ جسيمًا إذا اتخذت إجراء أحاديًا ضد ايران بعد الاتفاق النووي. ونوه الى أنه من غير الممكن إزالة برنامج إيران النووي بالسبل العسكرية «وهذا ما يستطيع تأكيده العسكريون كذلك»، وقال وزير الخارجية الأمريكي: «في حال خرق إيران شروط الاتفاق، وسنعلم بذلك سريعا فإننا بالطبع سنرد على ذلك بالشكل المناسب»، وأضاف: إنه إذا لم يتم تنفيذ هذا الاتفاق فإنه لن تتبقى أي تقييدات على برنامج إيران النووي، وستحصل على «ضوء أخضر» لتطوير سلاح نووي، وذكر كيري أنه في هذه الحال «ستستمر طهران ببرنامجها النووي وسيظهر خطر أزمة عسكرية»، داعيا المشرعين الأمريكيين إلى دعم الاتفاق مع إيران. وأوضح وزير الخارجية الأمريكي أن الاتفاق ينص على تقليص احتياطات اليورانيوم المخصب في إيران بنسبة 98% وإزالة ثلثي أجهزة الطرد المركزي لديها ومفاعلها العامل على الماء الثقيل لإنتاج البلوتونيوم، بالإضافة الى فرض نظام تفتيش صارم لكل منشآتها النووية، وتابع مؤكدًا أنه بالمقابل، ستبقى العقوبات المفروضة على طهران سارية المفعول طالما لم تنفذ الالتزامات التي أخذتها على عاتقها خلال المفاوضات مع الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن وألمانيا. من جهته، أكد وزير الخارجية السوري وليد المعلم الجمعة أن الاتفاق الذي تم إبرامه أخيرًا بين إيران والدول الست لن يؤثر على الدعم الثابت الذي تقدمه طهرانلدمشق، لا بل من شأنه أن يقوي هذه الأخيرة، وقال المعلم في كلمة ألقاها خلال «المؤتمر الإعلامي الدولي لمواجهة الارهاب التكفيري» الذي عقد في دمشق الجمعة: «هناك حديث كثير عن الاتفاق النووي الإيراني وأثره على الأزمة السورية، هناك من يعتقد وعلى رأسهم الولاياتالمتحدة أن هذا الاتفاق سيمكن الغرب من التأثير على المواقف الإيرانية تجاه الأزمة السورية»، وأضاف: «مهما توهم الغرب أن ما جرى يؤثر على الأزمة السورية، فإنه إذا لم يكن هذا التاثير إيجابيًا فلن يستطيع أحد أن يؤثر على الشعب السوري»، وأكد أن «مواقف إيران تجاه الأزمة في سوريا لم تتغير، موضحًا أن إيران «قدمت كل اشكال الدعم للشعب السوري في نضاله ضد الإرهاب قبل الاتفاق النووي وخلاله وبعده وسوف تستمر في ذلك». من جهة أخرى، أعلنت وزارة الخارجية الايطالية ان الوزير باولو جنتيلوني سيزور إيران في الرابع والخامس من أغسطس المقبل، لينضم بذلك إلى العديد من المسؤولين الأوروبيين الذين أعلنوا عزمهم على زيارة طهران بعد التوقيع على الاتفاق النووي في الرابع عشر من يوليو الحالي، وكان جنتيلوني قد أعلن عن الزيارة ومواعيدها في رسالة على تويتر في 17 يوليو لكن لم يتم تأكيدها «لأسباب أمنية» بحسب الوزارة، ويزور نظيره الفرنسي لوران فابيوس إيران الأربعاء المقبل، وتأتي زيارته بعد زيارة مماثلة لوزير الاقتصاد الألماني سيغمار غابريل نائب المستشارة، اول مسؤول غربي بارز يتوجه الى الجمهورية الإسلامية منذ التوقيع على الاتفاق. الى ذلك، نددت منظمة العفو الدولية الخميس بما اعتبرته «موجة إعدامات» في ايران متحدثة عن تنفيذ عقوبة الإعدام لحوالى 700 محكوم منذ بدء العام الجاري، وأفادت المنظمة الحقوقية التي تتخذ مقرًا في لندن أن «السلطات الإيرانية أعدمت 694 شخصًا بين الأول من يناير و15 يوليو 2015» وهو عدد غير مسبوق في البلاد، وأضافت «بهذه الوتيرة الصادمة ستتجاوز إيران عدد عمليات الإعدام المسجلة في البلاد» للعام 2014 بكامله، وأفاد سعيد بومدوحة مساعد مدير برنامج المنظمة للشرق الاوسط وشمال افريقيا أن هذا الحد الأقصى «يرسم صورة مخيفة لجهاز الدولة الذي يقوم بأعمال قتل على نطاق واسع».