عمّت الاحتفالات عدة محافظات يمنية ابتهاجًا بالانتصار الذي حققته المقاومة الشعبية في مدينة عدن. وشهدت مدينة تعز التي تخوض معارك شرسة مع مليشيا الحوثي وصالح إطلاقًا كثيفًا للألعاب النارية مساء الثلاثاء احتفالاً بتقدم المقاومة في خور مكسر، وكريتر بعدن. وفي مأرب أطلق المواطنون الألعاب والأعيرة النارية، تعبيرًا عن فرحتهم بانتصار عدن تغطي سماء مدينة مأرب. فيما تداول ناشطون صورًا من مدينة المكلا احتفالاً بانتصار عدن، وتبشيرًا باستكمال تحرير المدينة من الحوثيين ومسلحي صالح. أمّا في الضالع التي أعلن رجال المقاومة تحريرها قبل أكثر من شهر، فشهدت أيضًا إطلاقًا للألعاب النارية، فيما قال محافظها فضل الجعدي إن انتصار الضالع مهد الطريق لانتصار عدن. إلى ذلك دوّت انفجارات عنيفة صباح أمس الأربعاء في العاصمة صنعاء جرّاء غارات على أهداف متفرقة لطائرات التحالف العربي. وقال سكان محليون إنهم شاهدوا أعمدة الدخان تتصاعد من قرب شارع الستين بالعاصمة، مرجحين أن يكون القصف استهدف كلية الطيران والدفاع الجوي. وصعدت قوات التحالف من عملياتها في الأسبوعين الأخيرين، واستهدفت تجمعات للحوثيين ومعسكرات يُقال إنها موالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح. من جهته قال مساعد وزير الدفاع اليمني للموارد البشرية اللواء عبدالقادر العمودي إن التخطيط السليم في الميدان كان وراء النجاح الكبير والباهر الذي حققته المقاومة، والانتصار العظيم على مليشيا الحوثي وصالح في معركة خور مسكر -إحدى مديريات محافظة عدن الجنوبية-. وقال العمودي في تصريح خاص ل»المدينة» وهو أحد الضباط العسكريين الجنوبيين الذين يقودن المعركة في الميدان: إن مديرية خور مسكر تمّت السيطرة عليها بالكامل، وتطهيرها من الميلشيات المسلحة التي انقلبت على الشرعية في اليمن، باستثناء حي السعادة. وأضاف إن الجيش ومعه أبطال المقاومة الشعبية الجنوبية بقيادة مستشار رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي والمكلف من قيادة المنطقة العسكرية الرابعة جعفر محمد سهل سطّروا ملحمة رائعة في التعاضد والتكاتف وتمكّنوا من خلال الهجوم المحكم والمنظم من تحقيق النصر الكبير. وقال لا شك إن هذا النصر جاء بعد تدريب أكثر من 600 شاب من أبناء الجنوب في معسكر صلاح الدين على أيادي قادة عسكريين جنوبيين مشهود لهم بالخبرة القتالية والعسكرية. وأشار إلى أن دعم الجيش والمقاومة بعدد من المدرعات من قبل قوات التحالف العربي، وتوفير الإمكانيات من الآليات العسكرية، حيث تم استخدام عدد منها في معركة خور مسكر، وقبلها معركة راس عمران. فيما، قال الناطق الرسمي باسم قوات التحالف، العميد ركن أحمد عسيري، في حديث مع قناة «الحدث» أمس، إن معركة عدن هي بداية الطريق. وأوضح «ما تشهده عدن عملية متكاملة بين التحالف والمقاومة الشعبية، وأن عمليات التحالف الجوية تتطلب قوات برية لمواكبتها». وأكد أن اليمن محور التحالف، والرئيس اليمني عبدربه منصور هادي يشرف على المعارك، والمقاومة الشعبية تعزز مواقعها لصد أي هجوم مضاد للميليشيات». من جهتهم، قال سكان ومقاتلون إن جماعات مسلحة يمنية سيطرت على ميناء عدن ومنطقة المعلا المتاخمة له الأربعاء وهو إنجاز كبير في معركتهم لطرد الحوثيين من المدينة الجنوبية. وجاء ذلك بعد أن انتزعت الفصائل المحلية السيطرة الثلاثاء على مطار عدن الدولي ومنطقة محيطة من الحوثيين. وانسحب الحوثيون من الميناء ومنطقة المعلا المجاورة. وقال سكان إن الحوثيين خاضوا بعد ظهر الأربعاء اشتباكات عنيفة مع مقاتلي فصائل كانوا يحاولون السيطرة على منطقة كريتر بإطلاق نيران القناصة الكثيفة من على تلال تطل على المدينة. وقال سكان إن عشرات المقاتلين الجنوبيين يقاتلون في شوارع عدن الأربعاء في الهجوم الذي اطلق عليه اسم «عملية السهم الذهبي». وقال سكان إن عشرات المقاتلين احتشدوا عند مدخل المعلا في الصباح واندلع تبادل كثيف لإطلاق النار مع المقاتلين الحوثيين الذين اضطروا خلال ساعات للتقهقر إلى حي التواهي. وقال علي الأحمدي المتحدث باسم القوات المحلية التي تقاتل الحوثيين في مدينة عدن إن المقاتلين سيعززون مكاسبهم بعد أن سيطروا الثلاثاء على منطقة تربط بين شبه جزيرة تقع فيها معظم أحياء عدن وباقي الاراضي اليمنية. وقال الأحمدي «المقاومة الجنوبية بالتنسيق مع وحدات من الجيش أعيد تشكيلها وطائرات التحالف تتحرك لرفع الحصار عن منطقة كريتر والمعلا والتواهي واقتحامها والسيطرة عليها.» وأضاف إن عمليات تطهير هذه المناطق لن تستغرق سوى بضع ساعات. وقالت وسائل الاعلام التابعة للحوثيين إن الغارات الجوية استمرت الاربعاء بلا توقف وقتلت 13 شخصا في أجزاء متفرقة من اليمن.