ما بين الطلقة والشهادة مسافة جد قصيرة.. وهي لحظة فارقة في حياة الصحفي الذي يحمل رأسه على كفه.. عندما يؤمن بأن للوطن حقا.. وأن الكلمة هي مفتاح النصر.. ويدرك أن القضايا العادلة لن تموت وتستحق أن نمهرها بدمائنا.. هذا ما يؤمن به الصحفي الفقيد عبدالله محمد العزى سعد قابل الذي قدم روحه فداء لليمن الحر الموحد المنتمي لعروبته وإسلامه بعيدا عن إجرام وعنف الحوثيين وفلول صالح واختطافهم لليمن ورهن أنفسهم عملاء وتابعين لطهران.. لقد دفع الثمن لأن «للحرية الحمراء باب *** بكل يد مضرجة يدق». استشهد قابل «مراسل المدينة» بمحافظة ذمار جنوبصنعاء، بعد قيام الحوثيين باختطافه وتصفيته وظل الشهيد قابل مراسلا ل»المدينة» يلتقي شيوخ القبائل والمقاومين في الجبهات المختلفة وينقل بالكلمة والصورة يوميا نبض اليمن ومقاومته في كل سوح القتال والتصدي لقطعان الحوثيين الأشرار وفلول صالح المنهزمة ورؤوس الفتنة «ملالي إيران». وقال مصدر مقرب من أسرته: إن والده تلقى اتصالا عصر يوم الاثنين 18/5/2015 للحضور إلى مستشفى ذمار، للتأكد من هوية نجله، مضيفا أن والده تعرف عليه وأشار إلى أنه كان يطلب من قبل من المليشيا المجرمة تعريفه بمصير نجله، وأنهم أخبروه مرارا خلال يومي «السبت والأحد» أنه موجود وعلى قيد الحياة. الشهيد عبد الله قابل كان يعد ملفا خاصا عن مدينة ذمار القديمة وكرسي الزيدية التي انشق علماؤها عن خط الحوثيين وانضمت المدينة إلى المقاومة في تمايز واضح عن «الحوثي والمخلوع صالح» واختارت الخط الوطني والولاء للشرعية بعيدا عن الارتماء في أحضان ولاية الفقيه، فيما كانت المليشيا تحاول تشويه تفاصيل وجهها الجميل بصرختهم الخائرة الكاذبة الخائنة. لكل زاوية فيها له حكاية والتفاتة وارتباط يتنفسها في الصباحات المشرقة والعشيات الحالمة، قال لي ذات يوم: هل هناك أوكسجين آخر يتنفسه الإنسان؟؟ قلت له: هل لديك؟ قال لي بثقة: ذمار أوكسجيني.. كان يردد دائما: الوحش يقتل ثائرا.. والأرض تنبت ألف ثائر.. يا كبرياء الجرح لو متنا.. لحاربت المقابر». قال قولته ومضى في رتل الصاعدين إلى عليين طاهرا نظيفا شهيدا وهو أكرم منا جميعا.. صمد لم يفر.. قاوم ولم يلن.. كتب ولم يخش.. ذات يوم أخذ تصريحات من محافظ شبوة.. أسد عتق.. والذي نازل الحوثيين وهم يهجمون على المدينة الأبية وردهم عنها.. نفذت ذخيرته وفي الطريق تدهورت سيارته واستشهد.. وكانت الفترة الزمنية بين الاستشهاديين أسبوعا.. شهيد حاور شهيدا.. نشرت المادة الصحفية في المدينة.. ومضى الاثنان من أجل يمن حر.. معافى.. ديمقراطي وموحد. شهادات وينقل صديقه الصحفي سفيان جبران تفاصيل آخر تواصل بينه وبين الشهيد عبدالله قابل: *يا سفيان أريدك تشوف لي عمل أحسّن دخلي رديت عليه: أرسل لي «السيفي» فأرسله، وكان يفترض أن يبدأ العمل الأسبوع الفائت. قبل اعتقاله بساعات أرسل لي: يا سفيان قبل العصر وصلني تهديد من قبل قيادي حوثي، وبعدها وصلني من مصدر موثوق أنه تم تعميم اسمي على جميع النقاط الحوثية والدوريات وأقسام الشرطة والبحث بأني مطلوب. رديت عليه: انتبه على نفسك وحاول تنتقل إلى إب أو تعز، وأنا با اشوف لك ناس هناك تجلس معهم، الحوثيون أشرار وأنذال حاول تنتقل بالسرعة الممكنة، عبدالله كان يحرص على نقل أحداث ذمار وجعلها حاضرة بكل وسائل الإعلام قبل أن يحرص على المقابل المادي. كان صحفيا نشيطا إلى حد كبير، كان يتواصل معي يوميا ويضحك كثيرا ويزورني إلى صنعاء كل ما وصل إليها، كان عبدالله صحفيا نشطا بشكل كبير، ويعرف شيئا عن كل شيء ومطلع على الأحداث في اليمن بشكل واسع وكذلك في الوطن العربي، مساء أمس الأول قرأت دردشتي معه طوال الفترة الماضية على الفيس بوك والواتس آب كان شغوفا جدا بالحياة والعمل الصحفي ومتطلع نحو المستقبل، كان عبدالله يتجاوز عمره بأعوام، رغم صغر سنه إلا أنه قطع شوطا كبيرا في مجال الصحافة، كان عبدالله صحفيا يتواصل معنا ويحبنا وكنا مقصرين معه. ذمار برس: ميليشيا الحوثي اختطفت قابل أقدمت ميليشيات جماعة الحوثي ظهر الأربعاء، على اختطاف ثلاثة صحفيين وإعلاميين من نقطة عسكرية تقع أمام جامعة ذمار على مدخل المدينة، وقال شهود عيان إن ميليشيات الحوثي اختطفت الصحفي عبدالله قابل «ومراسل المدينة السعودية» والصحفي يوسف العيزري مراسل قناة سهيل، أثناء خروجهم من الجامعة، كما اختطفوا الإعلامي حسين العيسي، في نفس النقطة، ونهب مسلحو الحوثي الأشياء الخاصة بالصحفيين العيزري وقابل، بينها كاميرات وأجهزة تليفون محمولة، واقتادوهم إلى جهة مجهولة، هذا وتتبع النقطة الأمنية التي وقعت حادثة الاختطاف فيها ما كان يسمى بالحرس الجمهوري الموالي للمخلوع، ويتواجد فيها مسلحون حوثيون بمرافقة أفراد يلبسون الزي العسكري. المزيد من الصور :