أثارت تصريحات وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بشأن أهمية التفاوض مع بشار الأسد للوصول إلى حل سياسي،استهجان خبراء السياسة، الذين يرون أن الولاياتالمتحدة قد تتعاون مع الشيطان فى حال وجود مصلحة لها، وأشاروا إلى أن المفاوضات مع إيران ورغبة أمريكا في الوصول لتسوية بشأن ملفها النووى قد يكون وراء تحوّل واشنطن بعد أن دخلت الثورة في سوريا عامها الخامس وعدم قدرة أي طرف على الحسم، لافتين إلى أن إيران وحزب الله يعدّان العامل الأول وراء منع سقوط الاسد طوال الفترة الماضية وقالوا ل»المدينة»: إن تلميحات «كيري» بشأن قبول مباحثات الحل السلمى والسياسي للازمة السورية، يتناقض مع إصرار واشنطن على ضرورة رحيل الأسد في إطار عملية انتقال سياسي للسلطة، من جانبه قال السفير محمود فرج مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق إن الولاياتالمتحدة تناقض نفسها،حيث كانت فى حرب لخلع بشار الأسد من السلطة،وهى الآن تدعو إلى الضغط للجلوس على مائدة الحوار،مشيراً إلى أن مواقفها متذبذبة،فتارة تقف مع دولة ضد الأخرى، وتارة ضد الدولة الأولى،وهو ما يعيد سيناريو الأزمة الليبية وموقفها منها . وتساءل «فرج»: ماذا حدث بعد سنوات من الصراع على إسقاط الأسد،مشيراً إلى أن العالم يعرف جيداً أن الأسد فقد شعبيته بسبب المذابح اليومية التى تشهدها سوريا فى حق المدنيين وكذلك تشريد الآلاف من المواطنين،وأن الحرب ضد تنظيم داعش ليست مبررا لتغيير المواقف من بشار الاسد، وأضاف : إن «السياسة الأمريكية تجاه سوريا، تنهار بسبب التضارب في المواقف تجاه نظام الأسد، مشيرًا إلى أن «الباحث أنتوني كوردسمان، والقريب من عملية صنع القرار الأمريكي، وصف السياسة الأمريكية في سوريا، بال»فوضى استراتيجية». وأرجع خبير العلاقات الخارجية بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية الدكتور سعيد اللاوندي تصريحات جون كيري الى الاستراتيجية المتضاربة للولايات المتحدة التى تعمل وفق مصالحها فى المنطقة. ووصف الدكتور محمد رمضان أستاذ العلوم السياسية الإدارة الأمريكية الحالية «بالضعيفة،» والتى لا تستطيع مع قراراتها المتناقضة حسم الملفات،لافتاً أنها لم تحدث طرحا إيجابياً في الملف السوري وكذلك القضاء على تنظيم داعش الإرهابي،الأمر الذي يؤكد ان مصلحة الولاياتالمتحدة فى تعليق الملفات وعدم حسمها واللعب على أوتار شعوب المنطقة وآلامها ودمائها. وقال: إن الإدارة الأمريكية تتحالف وفق مصالحها الاستراتيجية فى المنطقة،وأن تلطيفات «كيري» بشأن قبول مباحثات الحل السياسي يتناقض مع إصرار واشنطن على ضرورة رحيل الأسد في إطار عملية انتقال سياسي للسلطة، وأكد الدكتور رمضان على عدم صحة تصريحات «كيري»والذى قال: إن بلاده كانت تصرّ منذ بداية الأحداث في سوريا على مبدأ التفاوض والانتقال السلمي السياسي، مشيراً إلى أن العالم يعلم جيداً الحرب الذي كانت تشنها الولاياتالمتحدة على بقاء الأسد،وهى تتراجع الآن تبعاً لمصالحها، وربما تكون إيران طرفاً أساسياً نظراً للتقارب الحاصل حالياً فيما يتعلق بالتوصل الى تسوية تتعلق بملف إيران النووى رغم معارضة الجمهوريين في الكونجرس الامريكي، وهو الأمر الذي يدعو إلى مراجعة حقيقية للمواقف الأمريكية خاصة في ملفات داعش وإيرانوسوريا. وقال: إن إيران وحزب الله منعا سقوط الأسد طول السنوات الماضية. المزيد من الصور :