تلقّيت رسالة من إحدى السيدات حول معاناة اجتماعية رأيت من المناسب نشرها (بتصرّف) فهي تمسُّ حياة كثير من النساء في المجتمع السعودي، حيث قالت: "تزوجتُ منذ 11 عامًا زواجًا تقليديًا أسفر عن 3 بنات، وعلى الرغم من صدمتي من إخفاء زوجي عليّ معلومات مهمة تتعلق بضعف فحولته وقدرته على الإنجاب إلا بتقنية الأنابيب، التزمت الصمت وانشغلتُ بتربية بناتي مع محاولاتي تناسي مأساتي الحميمية والتغافل عن الاختلافات الفكرية والثقافية بيني وبينه". واستطردت السيدة تقول: "وصلَت بنا الأمور إلى الانفصال الجسدي والعاطفي واضطررتُ للإقامة في منزل والدتي أنا وبناتي، واستمرأ هو بمطالبتي بما يخص قوامته كمصاريف مدارس ومعيشة الأطفال، مع منعه سفري لمدة 10 سنوات، وبعد مرور أكثر من سنة على انفصالنا، وافق على تطليقي فشكرتُ الله كثيرًا، وقد كان الطلاق بناء على اتفاق بيننا مكتوب وموقّع من الطرفين وشاهدين يحتفظ كلُّ منا بنسخة منه، لكن بعد مرور شهر ونصف على الطلاق فاجأني بورقة منه أنه أعادني إلى عصمته بشكل غيابي دون مشورتي ولا إخباري، ضاربًا باتفاقنا عرض الحائط !!". وهنا تتساءل السيدة صاحبة الرسالة: "كيف يحقّ للزوج العدول عن طلاقه وإرجاع الزوجة لعصمته دون علمها أو موافقتها؟! فآية الطلاق لم تذكر بتاتًا أن ذلك حقه من دون إذنها. إضافة إلى أن بيني وبينه ورقة موقعة من شاهدين وقد طلقني بعلمي، أليس من حقي أن أعود لعصمته بعلمي وموافقتي أيضا؟! هل يضطرني ذلك إلى أن أطلب الخُلع لأرد عليه مهره بعد استمتاعه بي وسوء عشرته وغُبنه لي وإيقاع الضرر عليّ؟! .. أفيدوني يرحمكم الله". وأختم هنا بقولي: لا يساورني شك من اطلاعي على واقع الحال وتجاربي الشخصية، في معاناة كثير من النساء في المجتمع السعودي الذكوري نتيجة غبن كثير من الذكور لنسائهم وتسلّطهم عليهم، واستغلالهم كثيرًا من الأنظمة والقوانين والفتاوى ضدهن في صورة مقيتة مقززة، وتفننهم في إيقاع الضرر عليهن دون وازع ولا رادع، لاضطرارهن إلى أضيق العيش نقيضًا لتوجيه الآية الكريمة: "فإمسَاكٌ بمعرُوفٍ أو تسْريحٌ بإحسَان" وخلافًا لأمره تعالى: "ولا تُمسِكُوهُنَّ ضِرارًا لتَعتدُوا".. ولا حول ولا قوة إلا بالله. [email protected]