أثلجت كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله ، صدورالمواطنين والمنصفين من أبناء الأمتين العربية والإسلامية ، فجاءت تحمل بشائر الخير لإيجاد حلول جذرية و ناجعة وسريعة لهموم المواطن المعيشية وعلى رأسها توفير المسكن اللائق ، وركزت رؤية الملك سلمان على إتاحة الفرص أمام المبدعين وعلى مفهوم العدل بين جميع المواطنين ، كما جاءت بموعدة القضاء على الفساد الإداري والمالي ، وبعثت الرجاء في إحياء روح التضامن العربي والإسلامي ، وجاء خطابها متوازناً فكانت بمثابة وثيقة عمل منهجية توضح معالم سياسات المملكة الداخلية والخارجية . لم تغب التنمية المستدامة عن رؤية خادم الحرمين في خطابه التاريخي فمن بين ما جاء فيه ( وسوف نعمل على بناء اقتصاد قوي قائم على أسس متينة تتعدد فيه مصادر الدخل ، وتنمو من خلاله المدخرات وإيجاد فرص العمل في القطاعين العام والخاص ، وتشجيع المؤسسات المتوسطة والصغيرة على النمو؛ ودعمها لتكوين قاعدة اقتصادية متينة لشريحة كبيرة من المجتمع وستكون السنوات القادمة بإذن الله زاخرة بإنجازات مهمة؛ بهدف تعزيز دور القطاع الصناعي والقطاعات الخدمية في الاقتصاد الوطني ). إن من بين أفضل ما تستطيع الدول أن تحقق به التنمية المستدامة و تنويع مصادر الدخل هو الاستثمار في الصناعات والتقنيات الصاعدة الواعدة. والمملكة مهيأة تحت القيادة الحازمة الحكيمة لخوض غمار سباق تحسين المستوى الصناعي والتنمية المستدامة من خلال التركيز على الاستثمار في التقنيات والصناعات الصاعدة. وطبقاً للتقرير السنوي ل ( مؤشر تصنيع التقنيات الصاعدة The Emerging Technology Index 2012 ) الصادر عن مؤسسة "سينتيفيكا" البريطانية الذي يرتب دول العالم الأصلح فالأصلح لتصنيع التقنيات الصاعدة فقد احتلت المملكة المرتبة 18 بين أفضل 50 دولة في العالم للعام 2012 م تتصدرها سويسرا ففنلندا . ويأتي بالطبع على رأس تلك التقنيات تقنيات النانو أو متناهية الصغر ومنها الطائرات الموجهة ( بدون طيار ) ، ومنها الشرائح الذكية التي تحاكي عمل الدماغ البشري ، ومنها الطب الجيني ( المورثات ) ، ومنها الطباعة ثلاثية الأبعاد ، ومنها الواقع الافتراضي . ويشرفني بحكم التخصص والاهتمام بنقل وتوطين التقنية إلى بلادنا أن أطرح بين يدي كلمة خادم الحرمين الشريفين مقترح تأسيس هيئة وطنية عالمية متخصصة في استقطاب وتطوير وتصنيع التقنيات والصناعات الصاعدة محلية المركز عالمية الانتشار، و لتكون بذلك رافداً من روافد تحقيق رؤية الملك سلمان بن عبد العزيز ومنجزاً من منجزاته في تعديد مصادر الدخل وتحقيق قدر أكبر من الاستقلالية التقنية والاقتصادية فذلك وإلى جانب تمسك المملكة الذي أكد عليه الخطاب بالنهج الإسلامي الكريم يصنع من المملكة أنموذجاً حضارياً إسلامياً يحتذى.