أكد الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي مجدداً على أهمية تضافر الجهود من أجل حماية وصون الأمن القومي العربي، محذراً من المخاطر الجسيمة التي تحيط بالعالم العربي في ظل تنامي الإرهاب والجماعات المتطرفة. ودعا العربي في كلمته أمام افتتاح الدورة (143) لمجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين الدائمين برئاسة الأردن اليوم، إلى ضرورة اتخاذ الإجراءات والتدابير اللازمة لصيانة الأمن القومي العربي، منوهاً بالقرار الصادر عن وزراء الخارجية العرب في سبتمبر الماضي بشأن صيانة الأمن القومي العربي ومكافحة الإرهاب والتنظيمات المتطرفة. وأوضح الأمين العام للجامعة العربية أن كافة المشاورات التي أجراها مع وزراء الخارجية العرب في الفترة الأخيرة أظهرت اتجاهاً قاطعاً بضرورة أن يحظى هذا الموضع بالاهتمام اللازم في مناقشات الوزاري العربي بعد غد. وأشار العربي إلى أهمية إقرار التعديلات الخاصة بميثاق الجامعة العربية، والمصادقة على هذا الميثاق في صورته الجديدة، مؤكداً أهمية المصادقة على النظام الأساسي لمحكمة حقوق الإنسان العربية الذي يعد جزءً من عملية تطوير الجامعة العربية. من جهته، حذر سفير الأردن لدى مصر ومندوبها الدائم لدى الجامعة العربية السفير بشر الخصاونة في كلمته أمام افتتاح الدورة الجديدة لمجلس الجامعة العربية، من تعرض بعض الدول العربية الشقيقة لتهديدات إرهابية وتمدد جماعات إرهابية وعصابات مجرمة على مساحة كبيرة من أراضيها بما يمثل تهديداً كبيراً ليس فقط لشعوب تلك الدول بل للأمن القومي للدول العربية المجاورة لتلك الدول وللعالم العربي بأسره. وأضاف الخصاونة أن بعض الدول العربية الشقيقة تعاني من العبث الخارجي في شؤونها الداخلية، داعيًا إلى مد يد العون إلى هذه الدول ودعمها في قطع دابر التدخل الخارجي في شؤونها الداخلية ومساندتها في بناء مؤسساتها بما فيها مؤسساتها العسكرية والأمنية لتمكينها من مواجهة الإرهاب والتطرف. وقال سفير الأردن لدى مصر ومندوبها الدائم لدى الجامعة العربية: "إننا نساند وندعم الشرعية في ليبيا التي يعبر عنها البرلمان المنتخب والحكومة المنبثقة عنه، وندعم مسيرة الحوار الوطني الجامع في ليبيا باستثناء عصابات الإرهاب، كما نساند اليمن الشقيق ونرفض التدخل الخارجي في شؤونه، ونحث على استكمال مسيرة الحوار الوطني فيه تحت رعاية الرئيس عبد ربه منصور هادي في سياق المبادرة الخليجية ومضامين قرار مجلس الأمن الأخير المتعلق باليمن". وبيّن الخصاونة أن الحل الوحيد لإنهاء المأساة في سوريا هو الحل السياسي الذي يحقق تطلعات الشعب السوري الشقيق، ويوقف نزيف الدم فيها، ويحقق الانتقال الفوري إلى واقع سياسي جديد تشارك فيه كل مكونات سوريا بما يعيد لسوريا الاستقرار ويحافظ على وحدتها. ونوه سفير الأردن لدى مصر ومندوبها الدائم لدى الجامعة العربية إلى أن استمرار استعصاء القضية الفلسطينية على الحل العادل، يشكل عنصراً أساسياً جاذباً وميسراً لعصابات الإرهاب وقوى التطرف، مطالباً بالدفع باتجاه استئناف المفاوضات الجادة والمنضبطة والمحددة بسقف زمني معقول لتجسيد حل الدولتين الذي تقوم بموجبه الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة الكاملة على خطوط الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدسالشرقية. وأعرب السفير الأردني عن أمله في تطوير الجامعة العربية، وبشكل فوري وعاجل، وعبر آليات واتفاقات مبرمة مثل معاهدة الدفاع العربي المشترك أو عبر آليات مستحدثة، لحفظ وتعزيز الأمن القومي العربي ومحاربة الإرهاب والتطرف. بدوره، حذر سفير موريتانيا لدى مصر ومندوبها الدائم بالجامعة العربية ودادي ولد سيدي هيبة، الذي ترأست بلاده الدورة 142 لمجلس الجامعة العربية، من الأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية التي ترزح تحتها دول عربية في الوقت الراهن حيث أصبحت تلك الدول ملاذاً للكثير من الجماعات الإرهابية وجماعات التطرف والجريمة المنظمة. واتهم "ولد سيدي هيبة" المجتمع الدولي بالتقاعس في الاضطلاع بمسئولياته حيال أعمال القتل والتخويف والترويع التي ترتكبها الجماعات الإرهابية، داعياً إلى التحرك المحكم والعاجل والفعال بما يضمن الحفاظ على الدول العربية والإسلامية موحدة مستقرة حالها حال سائر الشعوب المحبة للسلام والاستقرار. وشدد سفير موريتانيا لدى مصر ومندوبها الدائم بالجامعة العربية على أن الدعامة المثلى لتحقيق أهداف الأمة العربية لن يتأت إلا بالمضي قدمًا في إصلاح منظومة العمل العربي المشترك برمتها إصلاحاً كاملاً وشاملاً على أن تبدأ تلك العملية بتفعيل الآليات العربية القائمة تفعيلاً جاداً واتباع الأساليب الحديثة في العمل والفعل المنسجمة مع التطورات المتسارعة التي يشهدها العالم على الصعد السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية.