قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي امس إن هناك دعما خارجيا وراء الهجوم الذي وقع الجمعة في شمال سيناء وأسفر عن مقتل وإصابة العشرات من رجال القوات المسلحة. وأضاف: "يجب أن نعرف جيدا الهدف المقصود من وراء الهجوم.. الهدف هو كسر إرداة مصر والمصريين وكسر إرادة الجيش باعتباره عمود مصر". وطالب المصريين بأن ينتبهوا "لما يحاك لنا. كنا متوقعين ذلك قبل الثالث من يوليو ونعرف أن هذا مشوار سوف نمضي فيه وسوف نواجهه في المستقبل. لانريد أن نهتز. هؤلاء الشهداء سقطوا لكي تبقى مصر". وتابع: "مصر تقود حرباً من أجل الوجود، وهذا معناه أن يكون المصريون على قلب رجل واحد. نحزن نعم ولكن يجب أن نعرف أبعاد ما يحدث". ووجه التعازي لكل المصريين وللجيش. وحذر السيسي من أن الهدف من العمليات الإرهابية هو إسقاط الدولة المصرية، مؤكداً أن كل التحديات الموجودة تهون طالما أن الشعب المصري منتبه وصامد مع جيشه وشرطته. وأضاف الرئيس أن محصلة العمل في الشهور الماضية كبيرة، حتى في مواجهة الإرهاب، فمحصلة من يسقطون من هؤلاء الإرهابيين بالعشرات. وأكد على أن سيناء كانت ستكون كتلة من الإرهاب والتطرف، لافتا إلى ان المعركة ممتدة، ولن تنتهي في أسبوع أو اثنين، مشددا على أن المصريين صامدون وراسخون، ولن يكسر أحد إرادة الشعب المصري، ولن يتمكن أحد من الدخول بين الشعب وإرادته. وفي وقت لاحق من يوم أمس تقدم الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي الجنازة العسكرية التي أقيمت لشهداء القوات المسلحة الذين لبوا نداء الواجب واستشهدوا خلال الهجوم الإرهابي الغادر. وأدى الرئيس السيسي صلاة الجنازة وقام بتقديم العزاء لأسر الشهداء الذين لبوا نداء وطنهم. وكان المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية الذي اجتمع بكامل هيئته في جلسة طارئة فى ساعة مبكرة من صباح امس برئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسي قد صدق على خطة القوات المسلحة لمجابهة الإرهاب في سيناء وعلى الاتجاهات الإستراتيجية الأخرى. واستعرض المجلس تداعيات الإحداث الإرهابية الأخيرة بسيناء. وذكر بيان صادر عن المجلس الأعلى للقوات المسلحة عقب الاجتماع، أن المجلس تابع ببالغ الاهتمام مجريات الأحداث وتطورات الأوضاع على الاتجاهات الإستراتيجية المختلفة وخاصة في سيناء، كما قام بدراسة الإجراءات المطلوب اتخاذها لمواجهة الإرهاب الغادر. وفي إطار متابعة توصيات مجلس الدفاع الوطني المنعقد الجمعة والتي أقرها رئيس الجمهورية تم دراسة الخطوات التنفيذية لتفعيل تلك التوصيات ولا سيما إعلان حالة الطوارئ. كما تم تكليف لجنة من كبار قادة القوات المسلحة لدراسة ملابسات الأحداث الإرهابية الأخيرة بسيناء واستخلاص الدروس المستفادة والتي من شأنها تعزيز جهود مكافحة الإرهاب بكافة صوره في سائر أنحاء الجمهورية، وفي هذا الإطار تقرر عقد جلسة مشتركة مع قيادات هيئة الشرطة المدنية لتنسيق الجهود والمهام. وأكد المجلس على عزمه استئصال الإرهاب الغاشم من هذه البقعة الغالية من أرض مصر، مؤكداً أن هذه الإعمال الإرهابية لن تزيد مصر بشعبها وجيشها إلا إصرارا على اقتلاع جذور الإرهاب. في الوقت نفسه شن الجيش المصري سلسلة من الهجمات على أهداف تابعة لجماعة "أنصار بيت المقدس"، بطائرات الأباتشي، وقامت بقصف عدة مواقع في قرى جنوب مدينتي رفح والشيخ زويد. وأكدت مصادر أن طائرات الأباتشي أطلقت عدة صواريخ على مواقع للإرهابيين بتلك القرى، وأسفر القصف عن تدمير العديد من البؤر الإرهابية، وعدد من مقرات جماعة "أنصار بيت المقدس". وانتشرت صباح أمس قوات كبيرة من الجيش والشرطة على جميع مداخل ومخارج محافظة شمال سيناء وعلى المناطق التي تم الإعلان عن حظر التجوال فيها منذ الخامسة مساء وحتى السابعة صباحا. وشهدت سيناء عدة هجمات تعد الأكبر في تاريخها، الجمعة، أسفرت عن استشهاد 30 ضابطا ومجنداً بالقوات المسلحة، على الأقل، وإصابة 29 آخرين، في سلسلة تفجيرات متتابعة تمت خلال 10 دقائق، استهدفت كمينا للجيش بمنطقة كرم القواديس، جنوب غرب مدينة الشيخ زويد، ومدرعتين للقوات المسلحة، وسيارات الإسعاف، التي هرعت لإنقاذ المصابين، والهجوم على كمين آخر بالعريش.