يتميز فن الكاريكاتير عن بقية الفنون الأخرى بقدرته على تلخيص الأفكار وكبسلتها في رسم معبر مصحوبًا في الغالب بتعليق موجز ساخر يبعث على الضحك والتأمل في آن واحد، الأمر الذي جعل منه فنًا مرغوبًا، ويحظى باهتمام كبير لدى قطاعات المجتمع بعامة. واستطاع هذا الفن أن يعبر الصحف والمجلات بوصفها مسرحه الأساس، ليجد له مكانًا في المهرجانات الفنية كذلك، وهو ما تجلى في مهرجان الخبر السياحي «عيش جوك»، حيث شهد ركن فن الكاريكاتير بخيمة الفنون أقبالا كبيرًا من الزوار. وتعقيبًا على هذا الحضور والحفاوة بهذا الفن يقول رسام الكاريكاتير أيمن الغامدي: مشاركتي في هذا المهرجان جاءت عبر (34) عملاً كاريكاتيريًا، حيث إن المهرجانات تعد فرصة لاستكشاف المواهب الناشئة، فقد شاركت سابقًا في أكثر من (14) معرضا ثلاثة منها دولية، وتعتبر مشاركتي في مهرجان الخبر الخامسة على مستوى المنطقة الشرقية والأولى ضمن مهرجان الخبر السياحي. وحول متطلبات فن الكاريكاتير يضيف أيمن: إن رسام الكاريكاتير يعتمد في المقام الأول على الفكرة ولا يعتمد على الرسم، ومن خلال المعرض المشارك أقوم بإعطاء نبذة عن فن الكاريكاتير وتجربته وتنمية بعض المواهب، وقد لاحظت خلال مشاركتي أن عددًا من الأبناء والبنات لديهم ميول في الكاريكاتير وتجسيد الفكرة فتم إعطاؤهم رؤوس الأقلام في رسم الكاريكاتير مثل استخدام المبالغة للنقد الهادف وإسقاط الكلمات من خارج المربعات لتكون اللوحة كاملة ليتم الاعتماد عليها في بداياتهم ومن خلال الممارسة والوقت والمتابعة يستطيع أن يكون رساما كاريكاتيرا مميزا، والذي يعتبر من أفضل الفنون في إيصال النقد الهادف في العالم ويستطيع العربي وغير العربي فهمه وهو يختصر مقالة كاملة، وأشار إلى أن هناك من رسامي الكاريكاتير يحاول إخفاء فكرة الكاريكاتير حتى يستطيع تمريره من الرقابة في صحيفته، مؤكدا على وجود خطوط حمراء في رسوم الكاريكاتير والرسام يعرف تلك الخطوط بلا شك، وأضاف إن رسم الكاريكاتير ينقسم إلى ثلاثة أقسام اجتماعي وسياسي ورياضي، وإنه يجب على معلمي التربية الفنية لاسيما في المرحلة الابتدائية استكشاف وتنمية تلك المواهب من الطلاب من الرسم والنحت وغيرها، وأن لا تكون حصص التربية الفنية مجرد حصص لعب فقط.