حقق المركز الطبي الدولي بجدة إنجازاً طبياً هاماً بزراعة الصمام الأورطي عن طريق قسطرة قلبية ودون جراحة، حيث تمكن فريق طبي متخصص في إجراء تداخلات القلب الدقيقة بالمستشفى من زرع الصمام لعدد من المرضى، وتعد هذه التقنية بديلاً مهماً خاصة لكبار السن والذين تحول المضاعفات المتوقعة دون إجراء عملية قلب مفتوح لهم. وأوضح البروفيسور وليد حسن كبير استشاريي طب أمراض القلب والأوعية الدموية التداخلية، رئيس مركز القلب بمستشفى المركز الطبي الدولي وأحد رواد زراعة الصمامات في الشرق الأوسط، أن هذه التقنية هي الوحيدة القادرة على حل العديد من المشكلات المتمثلة في انسداد صمام القلب، خاصة في حالة تقدم سن المريض وخطورة تعرضه لجراحة القلب المفتوح، أو وجود تليف في الرئة أو قصور في الكلى، أو لكونه سبق له إجراء جراحة لتغيير الشرايين، أو غيرها من المشاكل الصحية التي تساهم في تعقيد الحالة، والتي لا يجد أصحابها عادة إلا الجراحة رغم تعذر إجرائها ورفض كثير من المستشفيات لها نظرة لخطورتها. وطمأن البروفيسور وليد حسن كافة من يعانون من حالات مماثلة ولم يجدوا حلاً، بأن علاجها أصبح ميسوراً ولله الحمد وبنسبة نجاح عالية جداً، من خلال تقنية زراعة الصمام عن طريق القسطرة وبدون جراحة، وأوضح أنها تقنية غير متوفرة إلا بالمستشفيات العالمية المتقدمة والمتخصصة بأمراض القلب والتي تضم فريقاً طبياً متخصصاً وعالي التأهيل في تداخلات القلب الدقيقة. وتعد إضافة المركز الطبي الدولي لهذه التقنية إنجازاً عالمياً، ليصبح مركز القلب بالمركز الطبي الدولي واحداً من الأقسام الرائدة والمعدودة حول العالم التي تمتلك إمكانية زراعة الصمام الأورطي عن طريق قسطرة قلبية دون جراحة. وبين البروفيسور وليد حسن أنه خلال الشهور الاثني عشر الأخيرة فقط، قام فريق أطباء القلب بالمركز الطبي الدولي بتركيب 6 صمامات لمرضى مسنين تنطبق عليهم الحالات المذكورة، وكانت النتائج ممتازة بفضل الله وتعكس وجود طفرة طبية بديلة لعمليات القلب المفتوح. وقد أوجز البروفيسور وليد حسن مراحل هذا الإنجاز الطبي، بقوله إن مشكلة انسداد الصمام الأورطي، خاصة عند كبار السن، تنطوي خطورة عدم التدخل لعلاجها على حدوث فشل في عضلة القلب وآلام الذبحة الصدرية وصولاً إلى الوفاة. كان العلاج يعتمد في السابق على إجراء عملية القلب المفتوح لتغيير الصمام الأورطي جراحياً، لكن بقيت مشكلة التقدم بالعمر ذاتها حائلاً دون الخضوع للجراحة لما لها من مضاعفات قد تؤدي للوفاة. ولتفادي مثل هذه المخاطر لهؤلاء المرضى كان الحل المؤقت عن طريق توسيع بالوني للصمام تجنباً للجراحة، إلا أنه لم يثبت نجاحاً على المدى البعيد، حيث كان الانسداد سرعان ما يعود، وقد توجت تلك المراحل أخيراً بالوصول إلى هذا الإنجاز العلمي الفريد بزراعة الصمام دون جراحة. وعن خطوات الزراعة، قال: "نقوم بتركيب الصمام في غرفة القسطرة عن طريق شريان الفخذ تحت التخدير، ويتم توسيع الصمام توسيعاً بالونياً، ثم نركب الصمام في موضعه وهو عبارة عن دعامة معدنية مغطاة بغشاء مانع للتجلط ونقوم بملاحظة المريض 24 ساعة في قسم رعاية القلب، ثم يبدأ بالحركة وممارسة نشاطه خلال 48 ساعة فقط، ثم الخروج من المستشفى لمتابعة حياته الطبيعية خلال 3 أيام فقط، وهو ما يتوقع أن يجعل لهذه التقنية مستقبلاً كبيراً في السنوات القادمة، إضافة لكونها لا تستلزم شق الصدر، وتستغرق وقتاً أقل، ولأنها مأمونة فيما يخص المضاعفات". واختتم البروفيسور وليد حسن بقوله "بعد خروج المريض من المستشفى نقوم بعمل جدول زمني للمتابعة بعد أسبوع ثم شهر ثم 3 شهور ثم 6 شهور ثم سنوياً ونعاين الصمام عن طريق الموجات الصوتية، ونبشر أياً ممن يعانون من مثل هذه الحالات بأن كافة المرضى في الحالات السابقة ممن خضعوا لهذا الإجراء شعروا بالتحسن الواضح والتعافي من أعراض ضيق التنفس وآلام الذبحة الصدرية وفقدان الوعي، كما تحسنت عضلة القلب لديهم خلال فترة من 3 – 6 شهور بعد تركيب الصمام، إضافة إلى تحسن الضغط الرئوي والتنفس بشكل عام، وجميعهم في صحة جيدة ولله الحمد، وهو ما يعني وجود نقلة نوعية حقيقية في علاجات انسدادات الصمام".