الأسبوع الماضي لفتت هديل انتباهي.. وهديل هذه طفلة لم تتجاوز الثلاث سنوات من عمرها الندي. هديل كانت تحمل بين يديها الصغيرتين آيباد!! هديل تفتح الآيباد وتبحث في محرك البحث عن ريحانة. هديل بلغتها العذبة وحروفها المتداخلة في بعضها تفسر لابن خالتها الذي قارب الثالثة من عمره ما قامت به. هديل تتابع ابن خالتها وهو يمارس نفس الخطوات على آيبادها!!. بعد أسبوع كان ابن خالة هديل في السيارة ساكنًا في المقعد الخلفي على غير عادته وبين يديه آيباد والديه.. كي لا يصدع رؤوسهم بكثرة الحركة والأسئلة المتلاحقة البريئة!!. ابن خالة هديل كان مشغولاً بأمر كان بالنسبة له أكثر أهمية من أي أمر آخر، لقد كان مستمتعًا وهو يبحث في محركات البحث عن مغامرات «حانة» كما كان يلفظها.. ريحانة في الغابة.. ريحانة مع أصدقائها.. ريحانة راحت.. ريحانة جاءت. فجأة «حانة» اختفت!!..وغاب المشهد!! . كان الوالدان متخوفين من أن يقلب هذا الصغير الدنيا على رأسهم صراخًا وعويلاً.. إلا «حانة» لا أحد يوقفها!!. ولكن هذا الصغير كفاهم همْ مشكلة القلق والتوتر من إزعاجه، وحلها بلمسة سحرية على شاشة الآيباد من أصبعه الصغير.. ورجعت «حانته» بخير وسلامة. لم يدرك الوالدان أن هديل وابن خالتها من عالم لا يحب الثرثرة ولا اللت والعجن.. هديل وابن خالتها قاعدتهما في التربية والتعلم.. أخرج تربيتنا وتعليمنا من مكعب.. أفعل هذا ولا تفعل ذاك.. فمهاراتنا ورقة مكشوفة لمن وعيها، ولن ترقى إلا بيدين تخلق منها سلوكًا إبداعيًا ممارسًا أمام عيني المربي.. ورسالتهم غير المباشرة من كل ذاك.. أشركنا معك في تربيتنا وتعليمنا وتوجيهنا.. لكن على ضوء ما نريده ونرغبه لا على ما تريده وترغبه أنت وحدك. هل وصلكم الهدف من مرصدي؟. ** مرصد: ما ننشده من أولياء الأمور والمسؤولين عن التربية والتعليم.. وضع أبنائنا في بيئة تربوية تعليمية متكاملة (المنزل والمبنى والمنهج والمعلم) شرط أن تتناسب مع ميولهم ومهاراتهم منذ سني دراستهم الأولى وحتى تخرجهم من الجامعة. [email protected]