في معترك الحياة وانشغال الناس بأحوالهم وأهليهم ومعايشهم، جميل أن يوجد من يكون همزة وصل فيجمعهم، من خلال مجالس محلية بمنزل أو استراحة أو مكان خصص لذلك، يُطرح من خلالها قضايا وهموم ومشكلات المجتمع، مجالس تكون في النور وعند وجيه من وجهاء المجتمع يدعو إليها من يستطيعون العطاء لهذا المجتمع بمختلف شرائحه، أصحاب الاهتمام بشؤون مجتمعهم الراغبين في التفاعل البناء الصادق، ودراسة بعض ظواهره أو السلبيات فيه فيطرحون لها الحلول. هذه المجالس بدأت على نطاق ضيق منذ نصف قرن أو يزيد، حاليًا تعددت في جميع المدن والمحافظات، وتوزعت على مدار الأسبوع، في رأيي شيء جميل أن رافقه إخلاص وحسن نية ورغبة في العطاء والتعاون، مع وجود بعض الملاحظات عليها، مثل اختلاف تسميتها على مستوى البلاد أو على مستوى المدينة أو المحافظة الواحدة، مثل صالون، ديوانية أو باسم المنطقة أو المدينة أو المحافظة أو باسم يوم من أيام الأسبوع أو مركز من المراكز التي يعمل فيها أو يشرف عليها من يقيمها، وسؤالي هنا، لماذا تتعدد الأسماء والهدف واحد؟!، لماذا لا يوحد الاسم في المملكة أو على الأقل في كل منطقة ويكون نابعًا من بيئة بلادنا أو بيئة كل منطقة، ويزيد الأمر عجبًا أن يقلد في تسميتها بعض دول الجوار، فالاسم يجب أن يكون نابعًا من تاريخ وثقافة البلاد وليس من خارجها، وملاحظة أخرى أنه يغلب عليها النخبوية ويغيب عنها أهم وأكبر شريحة في المجتمع وهم الشباب فلا حضور لهم أو معالجة لقضاياهم - وهي كثيرة -، أيضًا لماذا لا تنظم أكثر وتكون تحت مظلة وزارة الثقافة والإعلام أو مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني حتى تكون الاستفادة منها أكبر وأكثر ونعالج فيها قضايانا بدل الاقتصار على التكريم والسير والكتب واجترار التاريخ ونحن نعيش واقعًا يجب أن يهتم به من الجميع فنحن في سفينة واحدة. مجلس رجل المال والأعمال الصديق عبدالرحمن بن عبدالعزيز الراجحي بجدة، واحد من هذه المجالس وقد حضرته وتحدثت فيه أكثر من مرة وأعجبت بما يطرح فيه من موضوعات وحلول، كان آخرها الأسبوع قبل الماضي تحت عنوان "حافز وصنعه.. يا سلام" وقد بحث موضوعًا مهمًا عن الشباب وبالأخص مسألة إعطائهم دعمًا ماليًا من الدولة من خلال وزارة العمل - حافز - معظم المداخلات اقترحت لو أعطي هذا الحافز مع تدريب على مهنة أو صنعة في مركز أو معهد أو كلية مهنية أو صناعية لكانت أكثر نفعًا وفائدة وبقاءً من إعطاء المال ثم يُقطع، والله المستعان.