الأسبوع الماضي ومع التراجع الذي شهدته أسعار النفط حتى وصلت لما دون ال60 دولاراً للبرميل، مما انعكس على كثير من الأوضاع وفي مقدمتها سوق الأسهم الذي تهاوى ليصل إلى ما دون ال8000 نقطة، تلا ذلك ترويج لإشاعات متعددة ترتبط بمستقبل النفط وميزانية العام القادم، كل ذلك يحدث وفي المقابل كان هناك صمت من قبل المسؤولين المختصين، وعدم وجود أي توضيح لما يحدث، مما جعلني أكتب مقالاً بعنوان: (متى يتحدث المسؤول؟)، وقد نُشر المقال يوم الأربعاء الماضي. في نفس اليوم صرّح معالي وزير المالية تصريحاً طمأن فيه المجتمع؛ بأن الإنفاق الحكومي في الموازنة العامة للدولة سيستمر كما هو مخطط له، وأن الموازنة أعدت في ظل ظروف اقتصادية ومالية دولية تتسم بالتحدِّي، وأن الحكومة ستواصل الاستمرار في تنفيذ المشاريع التنموية الضخمة، وقد ساهم ذلك التصريح الذي لم يتجاوز ال200 كلمة في زرع الطمأنينة في نفوس الناس، وانعكس ذلك بشكل مباشر على سوق الأسهم ليرتفع بحوالى 300 نقطة. كما صرح وزير البترول والثروة المعدنية يوم الخميس الماضي بتصريح آخر أكد فيه أن ما تمر به السوق البترولية والدولية الآن هو مشكلة طارئة سببها تضافرعدة عوامل في وقتٍ واحد، مؤكِّداً أنها حالة مؤقتة وعابرة، وأن الاقتصاد السعودي متين وذو سمعة عالية وممتازة، وقد ساهمت هذه التصريحات بدورها في رفع سوق الأسهم بحوالى 700 نقطة في يوم واحد أي بنسبة 9% تقريباً. شكراً للسادة المسؤولين على تصريحاتهم، وإن جاءت متأخرة بعض الشيء، ولكن أن تأتي متأخراً خيراً من أن لا تأتي، وأتمنى مستقبلاً أن يبادر كل مسؤول إلى سرعة توضيح ما يحدث، وأن لا يدع الإشاعات والتأويلات والاجتهادات والتنبؤات هي التي تُحرِّك المجتمع، إذ من حق هذا المجتمع أن يعرف ما يحدث من حوله، ومن حقه أيضاً أن يفزع ويقلق؛ إن لم يكن هناك توضيح لما يجري، وما نتمناه جميعاً في المرحلة القادمة أن نرى تنوعاً لمصادر الدخل، ولا تقتصر على أسعار النفط، التي إن هوت وضعنا أيدينا على قلوبنا، وإن صعدت تنفّسنا الصعداء. [email protected]