ابتلينا بالتستر التجاري ممن ثقافتهم -أنا ومن بعدي الطوفان- لا ينظر الواحد منهم إلا لمصلحته الشخصية وما يدخل جيبه أوحسابه، حرام، نظام، وطن، مواطن، اقتصاد.. مفردات ليست في قاموسه أوتخطر له على باله بل هي أمور لا تعنيه من قريب أوبعيد، وهذا الصنف في مجتمعنا يتواجدون في كل المناطق أساليبهم واحدة أو متقاربة، البعض منهم ليس من ذي الدخل المحدود أوالمتوسط بل البعض من رجال وسيدات أعمال، فالمسألة لديهم هل من مزيد، ومن يقوم بهذا العمل المخالف والمشين يبرره حسب هواه مثل.. اقتصادنا حر، اقتصادنا مفتوح، زيادة دخل، الرزق يحب الخفية، بارك الله في من نفع واستنفع.. الخ. بالتستر، المواطن -ذكر أوأنثى- يترك للوافد المُتستر عليه الحبل على الغارب ويعطيه الجمل بما حمل، صورة هويته ورقم حسابه والختم والسجل أوالتصريح لذلك المكان أوالعمل، المهم يقوم بدفع ما تم الاتفاق عليه بعيدًا عن الأجهزة الحكومية ذات العلاقة التي يكون كل شيء أمامها صحيحًا ونظاميًا، أوراق وإجراءات وموقع ومستندات ورسوم وعمال..الخ، كل شيء أحضر بصورة صحيحة وحسب النظام في الظاهر فقط أما في الحقيقة الأمر غير ذلك تمامًا. تتم عملية التستر ويبدأ العمل أويفتتح المحل أوالمحلات ويذوق المُتستر طعم الفلوس التى تأتيه دون جهد وبشكل مستمر دون تأخير، أما المُتستر عليه يبدأ في جني الأرباح والتفكير بالتوسع فالأمر مربح والقوة الشرائية جيدة والأعمال متوفرة والأرباح ممتازة، عندها يدخل الطمع قلبه فيفكر في ذلك المواطن السعودي الذي تستر عليه وترك في يده كل شيء وانشغل بما يحصل عليه دون أي جهد كيف يأخذ منه تلك المبالغ وهومرتاح دون تعب فيبدأ يخطط للإيقاع به عند انتهاء العقد أوعند سفره أوعند حصول أمر لم يحسب حسابه، والأمثلة على ذلك لا تعد ولا تحصى. التستر حشف، فالوطن والمواطن لا يستفيد منه شيئًا بل هو ضرر كبير واستنزاف لاقتصاده واختطاف للقمة عيش المواطن، أما الأرباح والفائدة للوافد الذي ضرب بأنظمة البلد عرض الحائط وساعده وشد من أزره ابن البلد الذي جعل مصلحته فوق كل شيء. التستر سوء كيل، فالوافد المُتستر عليه يتصور أن البلاد دون نظام والمواطن الذي يتعامل معه طيب إلى درجة السذاجة، فأخذ راحته وصار يذرع البلاد طولًا وعرضًا ويغش ويدلس ويزور وتعظم المصيبة إذا كان ذلك في أرزاق الناس أوقوتهم وأطعمتهم وللأسف الشديد معظم عمليات التستر كذلك، والله المستعان.