أكد رئيس الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد الأستاذ محمد بن عبدالله الشريف ، أن الجهود الفردية مهما كانت ستظل غير قادرة على محاصرة الفساد وتجفيف منابعه، عاداً معاليه وضع الاستراتيجيات والخطط، وتطوير الإجراءات والأنظمة على المستوى المحلي والدولي ، وتعزيز مبدأ التعاون بين الدول والمنظمات من شأنها الحيلولة دون استفحال ظواهر الفساد ، ووصولها إلى مراحل متقدمة يصعب السيطرة عليها ، وأشار الشريف في كلمة له بمناسبة " اليوم الدولي لمكافحة الفساد 2014 " التي تعد المشاركة الثالثة من نوعها في المملكة بعد إنشاء الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد ، إلى أن العالم أدرك منذ القدم أثر الفساد بشتى أشكاله وصوره وأنماطه وأساليبه على المجتمعات والشعوب، بما يمثله من تهديد على استقرار الدول، أمنيا، واجتماعيا، واقتصاديا، قائلاً :" بادرت المملكة العربية السعودية في عقود مضت إلى سن أنظمة عديدة، حددت فيها جرائم الفساد , واتبعتها باستحداث الأجهزة الرقابية والتحقيقية , إلى أن جاء إنشاء الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد , لتترجم الإرادة السياسية، والرغبة الجادة من القيادة على ضرورة التحري عن الفساد، والوقوف على أسبابه، وتبيين مصادره، وملاحقة مرتكبيه، واسترداد العوائد المالية الناجمة من تلك الممارسات " . واختتم رئيس الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد كلمته واصفاً شمولية وتكامل دور الهيئة مع أدوار الجهات الرقابية الأخرى , تجسيداً لأهداف ووسائل الإستراتيجية الوطنية لحماية النزاهة ومكافحة الفساد , كما تمثل في المهام والاختصاصات الواردة في تنظيم الهيئة , مقدماً معاليه للجميع الدعوة إلى المشاركة في الندوة التي ستقام بمناسبة هذا اليوم الدولي , تحت عنوان ( دور المؤسسات الإعلامية والثقافية في تعزيز النزاهة ومكافحة الفساد ) التي ستناقش عدة محاور تتعلق بدور المؤسسات الإعلامية والثقافية، ودور شبكات التواصل الاجتماعي وكتاب الرأي، والوسائل الإعلامية، ونشاطات الأندية والصوالين الأدبية , في تعزيز قيم النزاهة ومكافحة الفساد في المجتمع . فيما أوضح معالي نائب رئيس الهيئة لحماية النزاهة الدكتور عبدالله بن عبد العزيز العبدالقادر ، خلال تصريح بهذه المناسبة , أن الفساد كظاهرة عالمية، وبكل أشكاله وأنواعه يمثل سلوكاً شاذاً , تكمن خطورته في كونه مقوض للاقتصاد ، مؤذناً بانهيار الأنظمة السياسية والمكونات القيمية والاجتماعية لأي أمة . وقال معاليه :" إن ظاهرة الفساد كانت ومازالت من المشكلات الرئيسة التي تعترض برامج وخطط التنمية بالدول النامية، واليوم الدولي لمكافحة الفساد تستثمره المجتمعات في كل عام، للتذكير بالأثر السلبي لظواهر الفساد المعروفة كالرشوة، والتزوير، والاختلاس، والمتاجرة بالنفوذ، وسوء استخدام السلطة، والإضرار بالمصالح العامة " ، مؤكداً معاليه أن المملكة العربية السعودية جزء من هذا العالم الذي تنبه إلى هذه الآفة ، وأفاد نائب رئيس الهيئة لمكافحة الفساد الأستاذ أسامة بن عبدالعزيز الربيعة ، بأن من حسن الطالع أن يصادف احتفال المملكة ممثلة بالهيئة الوطنية لمكافحة الفساد باليوم الدولي لمكافحة الفساد , صدور تقرير منظمة الشفافية الدولية عن مؤشر مدركات الفساد الذي تقدمت فيه المملكة دولياً ثمان مراتب ، ومرتبتين عربياً وخليجياً ، مشيراً إلى أن هذا وإن كان لا يرقى إلى طموح قيادتنا وشعبنا ، إلا أنه يمثل ثمرة جهود تسير بالاتجاه الصحيح في حماية النزاهة ومكافحة الفساد بصورة وأساليبه كافة . وعَد معاليه مكافحة الفساد وحماية المال العام , بحاجة إلى تضافر الجهود من فئات المجتمع كافة , لما يترتب على الممارسات والتجاوزات المنطوية على فساد من آثار سلبيه تعيق التنمية وتبدد الموارد والثروات الاقتصادية ،والتي قد تؤدي إلى انهيار شديد في البيئة الاجتماعية والثقافية ، ويتسرب من خلاله اليأس إلى نفوس الأجيال وما يترتب على ذلك من فقدان الثقة ، وضعف للانتماء . يذكر أن الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد تضطلع بمسؤولية كبيرة , وأمانة عظيمة في متابعة وتطبيق الإستراتيجية الوطنية لحماية النزاهة ومكافحة الفساد بكل ما أوتيت من إمكانات بشرية ، وفنية ، بما يحقق الشفافية ويعزز من مبدأ الوضوح في العمل الحكومي والخدمي .