سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
تدهور بيئة البحر الأحمر الحفاظ على بيئة البحر الأحمر نظيفة وخالية من التلوث أمر مطلوب يهم جميع الدول المطلة عليه، كما يهمنا نحن على وجه الخصوص، لأنه مصدر رئيس لمياه شربنا، وغذائنا، ورئة تنفسية لمجتمعنا.
يمتد الساحل السعودي على البحر الأحمر حوالى 1800 كيلومتر من محافظة حقل شمالا حتى محافظة الموسم جنوبا بواجهة بحرية واسعة تعطي المملكة ميزة بحرية عن بقية الدول المطلة عليه. وهذا البحر الصغير في مساحته؛ الكبير في عطائه، والمتميز في العديد من خصائصه الطبيعية والكيميائية، بدأ التلوث يعم معظم أرجائه. والبحر الأحمر من البحار الدفيئة التي تزخر بوجود العديد من الظواهر البحرية مثل الشعاب المرجانية، وغابات المانجروف، والتنوع الأحيائي المتمثل في العديد من الأسماك ذات القيمة الغذائية العالية والقيمة الاقتصادية، والتي تلقى رواجًا واسعًا بين المواطنين لجودة مذاقها وغنى مراعيها التي تميز بها هذا البحر، ناهيك عن كثرة الكائنات الموجودة على سواحله وشواطئه كالأسماك القاعية، والمحاريات، والرخويات، والقشريات، والسرطانات البحرية التي كانت تعج بها شواطئه من كثرتها في بيئات آمنة ونظيفة، واليوم أصبحت تلك الشواطئ مشلولة الحركة؛ حيث انقرضت معظم كائناتها بسبب سوء تصرف الإنسان تجاهها، واستنزاف الوافدين الشرق آسيويين لها؛ إما بالأكل لكل ما يدب على الأرض، أو بالتصدير للخارج لشدة الطلب عليها ولارتفاع أسعارها. تدهور بيئة البحر الأحمر جاءت نتيجة للاستخدامات الخاطئة للإنسان بدءًا من التلوث الناتج عن رمي مخلفات مياه الصرف غير المعالجة في البحر مباشرة، خاصة حول المحافظات الكبرى، والتي تشرف مبانيها، وفنادقها، ومجمعاتها السكنية والصناعية المطلة على البحر، مع التركز الشديد للتلوث حول المرافئ الصناعية، ومرافئ الصيادين، حيث تلقى المخلفات من زيوت، وشحوم، ومواد بلاستيكية في البحر مباشرة دون أدنى اهتمام بالبيئة البحرية. كم عانى هذا البحر من جور الإنسان؟ وتدهور بيئته الإحيائية الممثلة في قلة الأسماك الناتجة عن الصيد الجائر غير المرشد، أو استخدام طرق صيد غير مشروعة، أو بالتأثير المباشر وغير المباشر على الشعاب المرجانية، التي تعتبر البيئة المناسبة للتجمعات السمكية واكتساب غذائها منها، ولذلك أثر التلوث على هذه الكائنات وهدد بانقراضها، أو هلاكها، أو تراجع كمياتها بشكل واضح، وأصبح المستورد من الأسماك في بلادنا يفوق المنتج محليًا. الحفاظ على بيئة البحر الأحمر نظيفة وخالية من التلوث أمر مطلوب يهم جميع الدول المطلة عليه، كما يهمنا نحن على وجه الخصوص لأنه مصدر رئيس لمياه شربنا، وغذائنا، ورئة تنفسية لمجتمعنا يستمتع بها القاصدون من السياح القادمين من داخل المملكة وخارجها، فليتنا نحرص على خلوّه من التلوث بكل أشكاله حتى نمارس فيه متعة السباحة والصيد والاستمتاع بجمال البحر وروعة محتوياته. نحن نحتاج فعلًا إلى متابعة وتوعية من قبل الجهات ذات العلاقة المباشرة بالمحافظة على بيئة البحر الأحمر -مثل: الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة؛ والهيئة السعودية للحياة الفطرية؛ وحرس الحدود، والكليات المتخصصة في علوم البحار؛ ووزارة الزراعة ممثلة في قسم الثروة السمكية- لكل من يرتاد هذا البحر من المواطنين والمقيمين، ولكل من له علاقة بهذا الخضم العظيم، وكيفية الحفاظ عليه من التلوث، حيث إن فضائله وعطاءاته لا تحصى، فمن حقه علينا عدم تدمير بيئته الطبيعية بسوء تصرفاتنا تجاهه. [email protected]