يدرس منتدى جدة البيئي الأول الذي سيقام تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام من 15إلى 17ربيع الآخر الحالي وتنظمه الغرفة التجارية الصناعية بجدة وبالتعاون مع الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة حماية 250نوعاً من الشعاب المرجانية من الانقراض داخل البحر الأحمر الذي يعد المتنفس الرسمي للمملكة العربية السعودية. وأوضح رئيس منتدى جدة البيئي الأول الدكتور محمد الجهني ان البحر الأحمر يعد أحد أجمل البحار التي تحد الجزيرة العربية والغنية في تنوع الشعب المرجانية في العالم مؤكداً ان انواع الشعاب فيه تزيد على 250نوعاً إلى جانب العديد من اللا فقاريات والأسماك والثدييات البحرية كالطوم والدلافين والحيتان وخمسة أنواع من السلاحف البحرية منها نوعان يعيشان على شواطئه وجزره. وقال "إن بيئة البحر الأحمر تشتهر بالشعاب المرجانية التي تكون بيئة جميلة يقصدها الغواصون كما ان الاحياء البحرية الجميلة التي لا يتواجد بعضها إلا في البحر الأحمر تشكل عالما جميلا من المناظر الخلابة وحيث ان مدى الرؤية جيد ويصل إلى 200م وكما ان البحر معروف برياحه القوية وخصائصه البركانية التي تظهر في أجزائه العميقة". ولفت إلى أن البحر الأحمر على وشك ان يفقد أجمل خصائصه ومميزاته بسبب السلوكيات الخاطئة التي تمارس ضده والتلوث الذي يعاني منه وخاصة في المناطق المأهولة بالسكان مشيراً ان المناطق البحرية القريبة من المدن هي الأكثر تلوثاً بسبب ازدياد عدد السكان وكثرة المباني والإنشاءات المختلفة ومشاكل التصريف الصحي والتلوث الحراري بسبب قرب المصانع. وبين أن إنشاء المنتجعات والقرى الساحلية والمباني بطريقة غير مسؤولة والإنشاء والردم لمناطق كبيرة وإقامة الخرسانات الاسمنتية على الشعاب المرجانية بالإضافة لعمليات التجريف للمناطق الساحلية والتخلص من النفايات بها والصرف الصحي داخل البحر من المشاكل الجسيمة التي يعاني منها البحر الأحمر حيث يؤدي إلى زيادة نمو الطحالب البحرية وبالتالي حجب ضوء الشمس عن المرجان مما يؤدي إلى تدمير مباشر للنظام البيئي الخاص بالشعاب المرجانية. وأفاد أن الصيد الجائر يؤدي ايضاً إلى خلق عدم توازن في النظام البيئي الخاص بالشعاب المرجانية وهيمنة بعض انواع الكائنات البحرية الضارة بالشعاب والاسماك الاخرى وايضاً اساليب الصيد المدمرة مثل الصيد باستخدام السيانيد وكيماويات اخرى سامة والصيد باستخدام المواد المتفجرة علاوة على تلوث مياه البحار بالمواد البترولية والزيوت الناشئة عن السفن وعن تفريغ الزيوت وسط البحر. وأكد الجهني ان ارتفاع درجات حرارة المياه بسبب الاحتباس الحراري يؤدي إلى موت الشعب المرجانية إضافة إلى قذف القاذورات والمخلفات البحر من قبل المتنزهين ومرتادي البحر وخاصة العلب البلاستيكية والتي تؤدي إلى القضاء على السلاحف البحرية نتيجة التهامها لها مما يؤدي إلى انسداد الأمعاء وتوقف السلاحف عن الغذاء مما يعجل في نفوقها. وأشار إلى أن الإنشاءات الموجودة على ساحل البحر سارعت بهجرة كثير من الأحياء البحرية من مواطنها الطبيعية بسبب التدمير الذي لحق موطنها الأصلي وضع خطير يتطلب إجراءات حاسمة وغرامات كبيرة ومراقبة شديدة للسيطرة على الوضع المأساوي الذي تتعرض له البيئة البحرية للبحر الأحمر. وبين أنه على الرغم من كثير من حملات التوعية والأعمال الجماعية والفردية التي يقوم بها المهتمون بحماية البيئة الا ان الوضع المتزايد في تلويث السواحل البحرية من قبل المتنزهين ومرتادي الشواطئ البحرية. وشدد رئيس منتدى جدة البيئي الأول على ضرورة معاقبة لردع من يلقون المخلفات في البحر الأحمر مشيراً إلى أنه وبالرغم من قيام الحملات المختلفة لتنظيف قاع البحر إلا أن المشكلة مستمرة حيث يخرج الغواصين اعداد كبيرة من المخلفات من اماكن سبق تنظيفها. وأكد ان التوعية يجب ان تبدأ من المنزل والمدرسة في تهيئة وتعليم الأجيال الناشئة إلى أهمية المحافظة على البيئة بمختلف أقسامها.