فاتحة: (كلما ازداد ابتعاد المجتمع عن الحقيقة، ازدادت كراهيته لمن يتحدثون بالحقيقة). لم يُساورني الشك أو تعتريني الدهشة لما توصّلت إليه دراسة أكاديمية من نتائج حول الحالة الإدارية السائدة في بعض مؤسساتنا الحكومية، خاصة تلك المتعلقة باختيار القيادات الإدارية، إذ خلص بحث حكومي مدعوم من قِبَل معهد الادارة العامة؛ طرحه أستاذ الإدارة المشارك في معهد الإدارة العامة (الدكتور محمد البيشي) خلال الجلسة الأولى لليوم الثاني لمؤتمر القيادات الإدارية الحكومية في المملكة "الواقع والتطلعات"، والذي نظمه معهد الإدارة العامة في الرياض الأسبوع المنصرم، إذ أماط البحث (الدراسة) اللثام عن معايير وآلية اختيار القيادات الإدارية، والتي وُصفت بالسلبية كونها تعتمد على "الثقة" لا على الجدارة في عملية الاختيار، والثقة هي المكافئ الموضوعي للولاء، ويعني ذلك تقديم أهل الولاء على أهل الجدارة، فبحسب الدراسة أن أهم المعايير السلبية المحيطة باختيار القيادات الإدارية يتصدرها الولاء للمسؤول بنسبة (42%) يلي ذلك الطاعة العمياء ب(34%) فالانتماء الإقليمي والمكانة الأسرية بنسبة (32%)، وإجادة أسلوب التملق والنفاق بنسبة (29%)، والانتماء القبلي بنسبة (20%).. القراءة المتأنية لهكذا دراسة تُوضِّح أن التردي الإداري الذي تعاني منه بعض القطاعات مردّه في المقام الأول عدم توافر الخصائص الإيجابية لشغل المناصب القيادية؛ ومعلوم أن اختيار أهل الثقة على حساب أهل الجدارة يُعدُّ من معوّقات العمل الخلاق الذي عادة ما يتطلب معايير نوعية.. وللموضوع صلة لا بقية. * ضوء: (المستقبل ملك أولئك الذين يعدوّن له). [email protected]