انطلقت أمس بالقاهرة، فعاليات المؤتمر 41 ل «إتحاد الموزعين العرب» تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي، وبحضور عدد كبير من رؤساء مجالس إدارة الصحف وشركات التوزيع في الدول العربية الأعضاء في الاتحاد . وقال محمد القحطاني رئيس الاتحاد، في كلمته: إن عملية توزيع الصحف والمطبوعات، أصبحت تواجه العديد من المصاعب في ظل التطور التكنولوجي، ما يفرض على القائمين على مهنة التوزيع إيجاد حلول إبتكارية وخلاقة حتى لا تبور بضاعتهم على حد وصفه. وأضاف: أن المؤتمر يستهدف التنسيق بين المؤسسات العربية العاملة في حقل النشر وتوزيع الصحف والمطبوعات، بما يخدم حركة الثقافة والإعلام العربي، والعمل على أن تبقى قنوات النشر والتوزيع بين الدول العربية مفتوحة، وتطوير أسس وأساليب التوزيع في الوطن العربي وخارجه، وأشار أن المؤتمر يهدف إلى تعزيز مهنة التوزيع، خدمة للثقافة والنشر والإعلام العربي، وتمثيل مؤسسات التوزيع العربية في المجالات الدولية المماثلة لرعاية مصالحها.وأقيم على هامش اللقاء ندوة تحت عنوان «الصحافة الإلكترونية وآثارها على الصحافة الورقية وكيف يمكن لشركات التوزيع ابتكار آليات جديدة لتجاوز انعكاسات هذه المنافسة»، شارك فيها الكاتب الصحفي عادل السنهوري رئيس التحرير التنفيذى للقطاع الاقتصادي ل «اليوم السابع»، ومحمد بن علي القحطاني، رئيس مجلس إدارة اتحاد الموزعين العرب، والناشر المغربى محمد عبدالرحمن برادة، والدكتور حسن عماد مكاوي والكاتب الصحفي محمود بكري وعبدالجواد أبوكب رئيس تحرير روزاليوسف . وأكد الدكتور الدكتور حسن عماد مكاوي وكيل المجلس الأعلى للصحافة وجود العديد من الدراسات التي تشير إلى أن الإقبال على الصحافة المطبوعة يقل يومًا بعد يوم . وأضاف خلال كلمة له، أن الصحافة الإلكترونية تحظى بالانتشار وزيادة المتعاملين خاصة عقب تلقي المواطن المعلومات بشكل فوري. وأوضح مكاوي، أنه لم يثبت تاريخيًا أن هناك وسيلة إعلامية مستحدثة قضت على الوسائل الأخرى، متسائلاً: كيف يمكن لشركات التوزيع ابتكار آليات جديدة؟. وقال الكاتب الصحفي عادل السنهوري: إن اتحاد الموزعين العرب يجب أن يكون مشاركًا في صناعة القرار بالنسبة للتحديات التي تواجه الصحافة الورقية، مضيفًا أن هناك تحديات وتهديدات حقيقة أمام الصحافة الورقية خاصة مع تزايد استخدام الإنترنت، وأن هناك 44 مليون مستخدم للإنترنت و91 مليونًا للموبايل. مشددًا على ضرورة مناقشة المشاكل الخاصة بالصحافة الورقية. ولفت السنهوري، إلى أن تزايد استخدام الإنترنت في أمريكا دفع لإغلاق بعض الصحف الورقية، مؤكدًا أن التطور التكنولوجي وتأثير الصحافة الإلكترونية على الورقية يفرض على الورقية البحث عن تجديد نفسها. وأوضح السنهوري، أنه يجب على الصحافة الورقية البحث عن تطوير المحتوى والمضمون، وأكد الناشر المغربي محمد عبدالرحمن برادة مؤسس مجموعة سبرس لتوزيع الصحف، أن الصحافة الإلكترونية متسارعة وأن عدد المتعاملين مع هذا النوع في تكاثر، موضحًا أنها أصبحت تفرض نفسها على المجتمع وجاءت في وقت مناسب. وأوضح برادة، أن دور الصحافة الإلكترونية مكمل لدور الصحافة التقليدية، مشيرًا إلى أن القارئ الذي يتقبل الخبر بسرعة يلجأ أيضًا للصحافة المطبوعة لمعرفة مزيد من الأخبار. وشدد الكاتب الصحفي محمود بكرى، على أن تأثير الصحافة الإلكترونية على الورقية قضية محل إثارة الآن، ونوه عبدالجواد أبو كب رئيس تحرير روزاليوسف، بأن الرئيس السيسي يتعامل مع الإعلام الإلكتروني في الوقت الذي يرفض فيه الوزراء التعامل مع تلك الوسيلة، مضيفًا أن الدستور الجديد أقر اعترافه بالصحافة الإلكترونية. ولفت إلى أنه ليس معقولاً الفصل بين الصحافة الورقية والإلكترونية، مشيرًا إلى أن فكرة الفصل بين الصحفي الإلكتروني والورقي خاطئة وأوضح أبوكب، أنه لا يوجد اعتراف رسمي بالأداء الإلكتروني على الرغم من سرعتها في نشر الأخبار منوهًا بأن الصحافة الورقية لم تتطور ولابد من وضع أطر حقيقية لمعالجة قضايا الصحافة المطبوعة. وطالب نبيل مصطفي المدير التنفيذى لدار الشروق، شركات التوزيع بالتطور من نفسها حتى تستطيع أن تحقق دخلاً مستقلاً عن المؤسسات الصحفية، مشددًا على أنه يجب على الصحافة المطبوعة أن تطور من نفسها وأن تبتعد أن تكون مجرد خبر وأن تكون استقصائية، مؤكدا أن الصحافة المطبوعة رقبتها متعلقة في التوزيع. وأكدت خديجة محمد إحدى العاملات بشركة سبرس للتوزيع، أن العالم أمام منافسة حقيقية مع تعدد وسائل الاتصال، وأن الصحافة الإلكترونية تشكل تحديًا كبيرًا للورقية وتزداد انتشارًا. وأضافت خلال كلمة لها، أن شركات النشر عاجزة عن تقنين أدائها، مشيرة إلى أن الأزمة الآن بالنسبة للصحافة الورقية هي تراجع المبيعات.