نعيش الحياة بجوانبها المختلفة نتقبلها كواقع يدفعنا للكفاح، لا نتوقف إلا لنلتقط أنفاسنا تتباين ظروفنا وتكتمل في أعماقنا مشاعر شتى وتأخذنا الدروب نبحث عن ضياء ما وعندما تتلون الأيام، وفي أغلب الأحيان تتشكل نقطة الضوء في شخص نلتقي به مرة ثم أخرى تجده بعدها قريبا منك يبعث من حولك نوعا من الانتماء والاطمئنان، فتلقى ببعض أحمالك عليه بإحساس الصداقة والمشاركة والحاجة إليه يجعل جوانحك تضيء بالمحبة والثقة وتمضى الأيام، وفجأة تكتشف أنك أخطأت وأن الماثل أمامك شخص غير جدير بالثقة والمحبة وأن كل شيء فيه زائف ومصطنع تصدمك الحقيقة المرة، وتتساءل: كيف يمكن لبعض البشر أن تكون لهم المقدرة على التمثيل، كيف يستطيع الإنسان لبس هذه الأقنعة الزائفة والمشي بها بين الناس ما هو الإحساس الذي يشعر به وهو يراوغ ويتلون يخادع ويخدع، من المؤكد أن هؤلاء أشخاص غير أسوياء نفسيا يتسللون بيننا تختلط أقوالنا الصادقة مع أحاديثهم الممتلئة كذبا ونفاقا نشاركهم اللقمة فيغمسونها في حليبهم الأسود ويأكلونها مع أحقادهم نبتسم في وجوهم فيكشرون عن أسنان غير مرئية، هؤلاء الذين وصفهم الله سبحانه وتعالى بالمنافقين وهذا أبلغ الوصف والتوصيف (يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم) هم كثرة يعيشون للأسف بيننا، ولا يكاد يخلو منهم أي موقع نحن نتعامل معهم دون إدراك لأن الله وحده هو الذي يعلم مافي الصدور وعزاؤنا في هذا إننا قادرون على تجاوزهم، لأن قلوبنا العامرة بالصدق لا تستطيع احتمالهم ونفوسنا المجبولة على الخير تكشف أمثالهم وتدعو لهم بالصلاح والشفاء (فالإنسان عدو نفسه).