نعم كل ما نحتاجه هو الحب الصادق ذلك المطلب الصعب المنال الذي عز على النفس البشرية حتى أضحت تعيش في خصام دائم مع الذات، نعم انه الحب تلك الوصفة الغير مكلفة لكي يعيش الإنسان في سعادة دائمة بعيداً عن التوتر والقلق وجلد الذات، نعم كم نحن في حاجة ماسة إلى الحب الصادق فهو بلسم القلوب حائرة فما أجمل الحب والتسامح في زمن أصبح الحب عملة نادرة نعم فالحب يمكن أن يفتح القلوب المغلقة ولكن كيف يمكن أن يعطي الحب من يفقده فلا بد للإنسان أن يحب ذاته لكي يستطيع محبة الآخرين ففاقد الشيء لايعطيه، يقول جير دوقلاس: إن السعادة تنمو داخل أفئدتنا ولاتلتقط من حدائق الآخرين. إن حب الذات والاعتزاز بها يؤدي إلى اكتساب صفات ايجابية مؤثرة في الآخرين. فأنت لاتستطيع جذب الآخرين مالم تكن منجذبا إلى نفسك فلكي تحب الآخرين لابد من أن تحب نفسك، نعم انه الحب الذي فقده الكثير فقل أن تجد شخصاً مبتسماً في زمن عزت فيه الابتسامة حتى أضحت ضربا من الجنون فالكثير منا عندما يشاهد شخصاً مبتسما يصفه بالعته والجنون أو فقدان العقل نعم لقد فقدنا الحب والابتسامة حتى أضحت حياتنا كئيبة مملة تكسوها الرتابة فكم نحن بحاجة إلى صحوة إلى نشوة من الحب تنشلنا من همومنا وتحلق بنا في سماء الحب حيث الإيثار وتقديم مصالح الغير على مصالحنا فكم نحن بحاجة إلى الحب الصافي الذي كان يجلو جوانحنا يوم كنا نسكن في حينا القديم حيث كان جارنا أبو سعد يحمل هموم جيرانه ويعمل على حل مشاكلهم ويتفقد أحوالهم وكان الجميع يبادلونه هذا الشعور المفعم بالحب والإيثار كان ابو سعد مثالاً للحب الصادق الذي لم يؤثر فيه بريق الحضارة الزائف نعم كان ابوسعد مثالاً للنموذج المميز من الحب الرائع الذي قل أن تجد له مثيلا بعد أن طحنتنا المدنية الحديثة ببهرجة الأضواء الساطعة والمباني الشاهقة، حيث فقد الحب وحلت الكآبة والرتابة والملل بدلاً من السعادة والحبور وصار القريب يحسد قريبه عندما يراه يشعر بشيء من السعادة والفرح، فكم نحن بحاجة إلى أن نحب أنفسنا ونعمل مصالحة مع الذات حتى نصبح أكثر مصداقية وجدارة بالثقة وأكثر حباً ومساعدة لمن نحبهم بل للمجتمع الذي نعيش فيه حيث يشعر الجميع بالسعادة والفرح ويتبادل الجميع الابتسامات الصادقة المفعمة بصدق المحبة الدائمة للجميع.