تتميز تجربة الفنان التشكيلي السوري، منذر شرابي، باشتغالها على مفردات الجمال في الطبيعة السعودية بمثابرة وإبداع حقيقي، لفت إليه الانتباه، وبخاصة في معرضه الذي أقيم مؤخرًا في غاليري «داما آرت»، حيث مضي شاربي عميقًا في الطبيعة السعودية ماتحًا منها أفكاره الإبداعية، مودعًا إياها في لوحاته الفنية، فعن هذا المعرض يقول منذر: انطلاقًا من أن الطبيعة بسمائها وبحرها.. جبالها.. صحرائها.. غاباتها.. وبكل ما فيها من روعة وجمال ملهم أساسي لعملية الإبداع الإنساني، فقد تولدت لدي فكرة أن أقيم معرضًا فنيًا يحكي جمال وروعة البيئة التي تمتاز بها المملكة من تنوع وتميز.. ففيها الصحاري الواسعة والبوادي والواحات والجبال الخضراء التي تمتازبها كل من الطائف والباحة وجازان ووغيرها.. وحتى القرى الطينية التي تحيط بالرياض كالدرعية، ببيوتها وأبراجها وقلاعها وأسوارها، حيث كان لها نصيب كبير في معرضي هذا. إن رحلة شرابي مع جمال الطبيعة السعودية جاء محصلة لمعارضه الشخصية الثمانية التي قدمها في مدن عدة، كان آخرها في مدينة جدة عام 2012 تحت عنوان «جدة عبق الماضي والحاضر»، ولهذا المعرض قصة عشق عمرها أكثر من عشر سنين عندما زار «شرابي» جدة القديمة لأول مرة، وأعجب كثيرًا بتراثها العمراني الفريد والأصيل.. كما عشق أحياءها وبيوتها المطرزة بالرواشين الخشبية الجميلة.. وفتن بأسواقها وجوامعها وتكويناتها العفوية الممتزجة بين البساطة والتنسيق، والتي تبعث في النفس إحساسًا بالراحة والطمأنينة. وعن تجربته الفنية يقول الفنان منذر شرابي: ولدت عام 1948 في مدينة حلب الغنية بتراثها العمراني والإنساني الأصيل، وبعبقها التاريخي التليد، لهذا نشأت وترعرعت على حب حلب القديمة، حيث كنت دائم التجوال في أزقتها وأسواقها واستمتع بجمال قلعتها وجوامعها وخاناتها.. ما زرع في نفسي عشق كل ما هو أصيل، فعبرت عن هذا الحب بأعمال فنية تناولت فيها تراثها العمراني والإنساني. وفي عام 1964 درست الفن في مركز الفنون التشكيلية، التابع لوزارة الثقافة على يد كبار الفنانين السوريين، حيث نلت التشجيع والدفع المعنوي الكبير، مما أتاح لي فرصة المشاركة ومنذ بداية حياتي الفنية بأهم المعرض، التي تقيمها وزارة الثقافة لأهم الفنانين السوريين.. فقد شاركت بما يزيد على 150 معرضًا داخل وخارج سورية.