سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الباحة.. قبلة الشعراء فلئن كانت بعض المهرجانات الشعرية العربية –ذات يوم- قِبلة الشعراء ومناخاتهم الموسمية البهيجة، فإن مسيِّري أدبي الباحة يسعون لجعل الباحة القبلة الجديدة للشعراء وحاضنتهم الأولى
في باحة الغيم تَخرج أيامُ (أمسِ واليوم وغدًا) عن كونها أيامًا رتيبة تنتظم في قائمة أيام الأسبوع إلى أيام تحفل بكوكبة الشعراء الذين توافدوا على الباحة ليعانقوا -عبر ناديها الأدبي- الأحاسيسَ المرهفة، تمامًا كما يعانق الضباب قمم الجبال في حميمية تأسر الألباب، وتستحق التأمل والإعجاب. اليوم (الأربعاء) هو ثاني أيام المهرجان الشعري الثاني الذي ينظمه أدبي الباحة ويقوم بأمره ثلة من أدباء ومثقفي الباحة يتقدمهم رئيس مجلس إدارة النادي الأستاذ الشاعر حسن الزهراني وبقية أعضاء مجلس الإدارة الذين شكلوا وحدة متجانسة –منذ الملِّيص مرورًا بالمساعد- تعمل قدر جهدها لبلوغ الغايات المثالية التي أُنيطت بأدبي الباحة بوصفه –كغيره- محضنًا لإبراز ورعاية وصقل المواهب الأدبية وغيرها من المواهب المنضوية تحت المفهوم الواسع للثقافة. المهرجان الشعري الثاني الذي تُقام فعالياته هذه الأيام بأدبي الباحة ويصدح فيه حوالى (70) شاعرًا وشاعرة من أنحاء الوطن العربي بأشعارهم يأتي مصاحبًا للجائزة السنوية التي تُعنى بتكريم المؤلفِين الفائزِين بجائزة النادي التي تختص بالدراسات المعنية بالشعر، وتُعنى بتكريم بعض الرموز الأدبية والثقافية من أبناء منطقة الباحة. يأتي اتجاه أدبي الباحة لتقديم هذه الجائزة وتنظيم هذا المهرجان الشعري إيمانًا من مُسيِّريه بالشِّعر كونه (ديوان العرب) منذ وعَى العربيُّ أبجديات اللغة، في الوقت نفسه يعمل النادي على إعادة الوعي بالشعر وأهميته ودوره في الحياة، كذلك يهدف إلى إيصال رسالة لذائقة المتلقي مفادها أن الشعر لا يزال بخير، وأنه الأحق بالصدارة التي سُلبت منه لظروف بعضها خارج عن إرادته، وبعضها تسبب فيها الشعراء أنفسُهم عندما تفرقوا قبائل، كل قبيلة تحمل شكلاً معينًا للقصيدة ترى أنه الأحق بمسمى (شعر). الباحة (الإنسان والمكان) هي الجمال الباعث على الإلهام المفضي إلى قصائد الشعراء، فلا غرابة أن تعيش هذه الأيام مع الشعر، وأن تردد سفوحها وغاباتها وأطيارها قصائد الشعراء، وأن تؤرِّخ لمسيرة جديدة للشعر العربي في مرحلة حرجة من مراحله. أدبي الباحة بتنظيمه هذا المهرجان الشعري يعيد للشعر بهاءه، وللشعراء مكانتهم، وللكلمة قيمتها، وللجَمال هيبته، ويؤكد مجددًا على أن الشعراء (هم الناس) على رأي أميرهم (شوقي). تنظيم النادي الأدبي بالباحة لهذه التظاهرة الشعرية الكبرى يؤكد مجددًا على أهمية الأندية الأدبية، وأهمية الغايات التي قامت لأجلها؛ فمع تعالي الأصوات المهوِّنة من قيمة الأندية الأدبية، المشككة في فاعليتها يأتي هذا المهرجان ليدحض تلك الحجج، ويؤكد على أنها قامت لتبقى وتستمر مهما كانت المعوقات القصدية وغير القصدية. الأندية الأدبية مناخات ناضجة وراشدة لاحتضان المواهب الناشئة والمبدعين، أما مسألة الإعراض عنها فهذا ليس ذَنْبها وحدها بقدر ما هو عدم وعيٍ من المجتمع بأهميتها وأدوارها. وللدلالة على ذلك، فشخصي البسيط دلف إلى أدبي الباحة قبل تسع سنوات، فاستمتع بأمسياته ومحاضراته، وتعرف على عدد من الشعراء والمفكرين، ثم صدح قبل فترة عبر إحدى أمسياته، واليوم تتكرر التجربة. أما أدبي جدة فقد أسس في مسقط رأسي (محافظة العُرْضِيَّات) لجنة ثقافية تتبعه، ويُشرف عليها ويدعمها ماديًّا ومعنويًّا، أَشرُفُ وزملائي أعضاء اللجنة أننا على رأس مجلس إدارتها. وعبر أدبي الطائف رأى ديواني (وجه الصَّباح) النورَ قبل أربع سنوات. وكل ما سبق أعدُّه يدَ فضلٍ ودَينًا مستحقًّا عليَّ للأندية الأدبية وإن كان من واجباتها. وبعد.. فلئن كانت بعض المهرجانات الشعرية العربية –ذات يوم- قِبلة الشعراء ومناخاتهم الموسمية البهيجة، فإن مسيِّري أدبي الباحة يسعون لجعل الباحة القبلة الجديدة للشعراء وحاضنتهم الأولى. وقفة: أهداني الكاتب الأديب أ. علي خضران القرني نسخة من إصداره الجديد (خطرات فكر) الذي يتضمن قراءات متفرقة في الشعر والنثر مما نُشر له في الصحف والمجلات المحلية، فله شكري وتقديري. [email protected]