شهدت الأسابيع الماضية توتراً ومناكفات ومواجهات غير مسبوقة في تويتر كان موضوعها الرئيسي بطولة كأس آسيا بين نادي الهلال السعودي ونادي وسترن سيدني الأسترالي, حيث كان مجالاً للأخذ والرد والاتهام والسب والشتم شارك فيها الجماهير الرياضية والإعلام وسياسيون ورجال دين واقتصاديون بل كل فئات المجتمع, فكان مسرحاً لكل أنواع التوتر والانفعالات المنفلتة التي لم يكن لها سقف محدد بل تجاوزت كل الحدود. لقد وصل التعصب مداه في كرة القدم ولم تعد الساحة الرياضية تحتمل هذا التعصب, وكان تويتر هو الساحة الأكبر في انتشار هذه الظاهرة وتصيد الأخطاء ضد بعض, فأصبحت كاميرات الجوالات جاهزة لالتقاط أي خطأ ونشره عبر تويتر لينتشر انتشار النار في الهشيم بين مستخدمي تويتر, ويشارك الإعلام التقليدي بوسائله المقروءة والمرئية والمسموعة لزيادة انتشاره لتزيد في حدة التعصب, فإذا ماعلمنا أن مستخدمي تويتر في السعودية يغردون 150 مليون تغريدة شهرياً فلك أن تتخيل كم من هذا الكم الهائل من التغريدات تحمل السب والشتم والتعصب. فقد أكدت دراسة أجرتها شركة «واي تو دي» المتخصصة بالتسويق الإلكتروني أن نسبة انتشار «تويتر» بين مستخدمي الإنترنت في السعودية تعتبر الأعلى في العالم، إذ تبلغ 40 في المئة، مع معدل نمو سنوي يصل إلى 45 في المئة يغردون 150 مليون تغريدة شهرياً, وأن أربعة من كل 10 مستخدمين للإنترنت في السعودية يملكون حساباً في «تويتر»، لافتة إلى أن عدد مستخدمي هذا الموقع في السعودية بلغ نحو 7 ملايين. وذكر الرئيس التنفيذي ل«تويتر» ديك كوستولو أن «الموقع لديه 140 مليون مستخدم نشط، والنمو فيه يأتي من بلدان أخرى غير الولاياتالمتحدة كالشرق الأوسط، فالسعودية وحدها شهدت نمواً يقدر ب3 آلاف في المئة. وهذا يعني زيادة نسبة مستخدمي تويتر بنسب عالية وبالتالي زيادة التغريدات وقد تكون تغريدات التعصب والشتم هي الأعلى نسبة لدى مستخدمي تويتر لدينا. الأمور لم تعد تحتمل أكثر من ذلك فيجب على المتخصصين والمسئولين والعقلاء العمل في وضع خطط وبرامج توعية عن مساوىء التعصب والتخفيف من الخطاب الإعلامي المتعصب في البرامج الرياضية, فالغالبية العظمى من مستخدمي تويتر وخاصة في الرياضة من صغار السن الذين يؤثر فيهم هذا السلوك بقوة ويتبنونه ويمارسونه بعد ذلك, مما يؤدي إلى ممارسات غير مقبولة وثقافة سلبية تؤثر في البناء الاجتماعي وفي سلوك المجتمع. t:@Sahfan_Press [email protected]