ماذا صنعت ثورات الربيع العربي بالدول التي حلت بها؟ وبعد سنوات من الفوضى والقتل والدمار؛ هل لا يزال هذا الوصف "الربيع" صالحًا للاستعمال؟! * لقد أسقطت هذه الثورات أنظمة، لكنها لم تستطع أن تقيم أنظمة بديلة، تحقق لشعوبها استقرارًا وأمنًا.. دمرت مدنًا عزيزة، يُحتاج لإعادة بنائها مليارات الدولارات، مما لا طاقة لتلك الدول عليها.. قتلت آلاف الضحايا وشردت ملايين البشر، وأشعلت نار فتنة لا تنطفئ، هي نار الخلافات المذهبية.. وضعت معظم تلك البلدان على شفير الحروب الأهلية.. فككت جيوشًا، ظللنا لعقود نبني أملًا عليها.. خلقت مشكلة لاجئين وما أدراك ما تثيره قضايا اللاجئين. وشجعت على تنامي شبكات الإرهاب التي يهدد ظهورها العالم كله، وسوف يستنزف محاربته نفقات كبيرة لم تكن في الحسبان، تنفق على حساب المحاولات التي تبذل للقضاء على الفقر والجهل والمرض. وسوف يشغل العالم لسنوات طويلة بهذه الظاهرة، التي ما كانت لتنمو، لولا سطوة المتشددين. * من المسؤول عن هذه النكبات؟ إنها الأنظمة التي زالت، بتجاهلها لشعوبها. من المسؤول عن ظهور شبكات التكفير؟ إنهم الدعاة الذين شغلونا على مدى عقود بالقضايا الصغيرة جدًا.. تاركين الساحة لعبث تلك العناصر.. ويا أمان الخائفين!!