يتحمل مجلس الشورى السعودي أمانة كبيرة تجاه الدين والوطن ومن المواضيع الهامة التي تطرق لها أعضاء مجلس الشورى برئاسة معالي رئيس المجلس الشيخ الدكتور عبد الله بن محمد آل الشيخ في الآونة الأخيرة أسعار خدمات الاتصالات والإنترنت في المملكة حيث طالب عدد من أعضاء المجلس خلال مناقشة تقرير لجنة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات بخفض أسعار خدمات الاتصالات ورسومها ضمن المعدلات الإقليمية والعالمية،وانتقد الأعضاء إصرار الهيئة على عدم الاستجابة للمجلس فقد سبق أن طالب المجلس هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات في قرارين أصدرهما عام 1426ه و 1434ه بإلزام شركات الاتصالات العاملة في المملكة بخفض أسعار خدماتها للاتصالات والإنترنت لتكون متناسبة مع المعدلات الإقليمية والعالمية حيث يعد سعر الدقيقة من أعلى المعدلات عالميا بخمسة أضعاف مما يستنزف ما يقارب 30% من دخل الفرد السعودي شهرياً في الاتصالات والخدمات المساندة وفي مقدمتها الإنترنت وقد بلغت الإيرادات الإجمالية المباشرة من عمليات شركات الاتصالات في المملكة حوالي (75) مليار ريال نهاية عام 2013م وفي المقابل يوجد ضعف وتدنٍ في الخدمات المقدمة للمستهلك وتجاهل لحقوقه لذا طالب المجلس الهيئة إلزام شركات الاتصالات بالاستجابة لشكاوى المواطنين وتلبية مطالبهم . كما انتقد الشورى تجاهل الهيئة لقراره رقم (24/14) بتاريخ 27/5/1434 ه والذي طالب هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات السماح للشركات بتقديم خدمة الاستقبال المجاني للمكالمات أثناء التجوال الدولي ومع ذلك تم تجاهل القرار وفرضت رسوم على التجوال الدولي ؟! وتطرق المجلس لمشروع الألياف البصرية و تساءل عن البطء غير المبرر في تنفيذ مشروع الألياف البصرية مع أهميتها في جودة الاتصالات وتقنية المعلومات وحل الكثير من المشاكل التي يتضرر منها المستهلكون خاصة تدني خدمات الانترنت في المملكة من حيث بطء السرعة. وقد طالب المجلس هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات العمل مع السلطات الأمنية والقانونية لتكثيف الجهود لضبط الاعتداءات في الجرائم الإلكترونية ومحاربة القرصنة الإلكترونية لخطورتها على أمن واقتصاد المملكة . ويبقى أن نتساءل : أين هي المسئولية الإجتماعية التي تنهض بها شركات الاتصالات في المملكة تجاه المجتمع وهو حق له مقابل الأرباح الطائلة التي تجنيها ؟ ومن يلزم هذه الشركات باحترام قرارات الشورى الذي يمثل المجتمع ويتحدث باسمه وينوب عنه ؟ كما أننا نرجو من كل مسئول بأن يتقي الله في عمله لأن مملكتنا الحبيبة تختلف اختلافاً كبيراً عن سائر الدول الأخرى فأي خدمة تقدم لكل مستهلك فهي تنال الأجر والمثوبة ،وإن مملكتنا الحبيبة حريصة على تقديم الخدمات لمن يقطنها أو يفد إليها. أسأل الله أن يوفق الجميع وأن يبارك لكل من عمل بصدق وإخلاص في رزقه نسأل الله للجميع التوفيق وعلى الله الاعتماد..