شكا عدد من الحجيج بمشعر منى والجمرات من ظهور سوق سوداء لتذاكر مراكز الحلاقة، حيث يقوم البعض ببيع التذكرة بمبالغ تصل إلى 50 ريالا، بينما تبلغ قيمتها الفعلية نحو 30 ريالًا، ولا تقتصر حالات الاستغلال على المغالاة في سعر التذاكر، بل تتعدى ذلك إلى بيع تذاكر مزيفة لبعض الحجاج. وقال الحاج محمد عرفة من سوريا: إنه اشترى عدة تذاكر للحلاقة له ولزملائه من أمام أحد المراكز المخصصة من قبل أمانة العاصمة المقدسة، حيث باعها له أحد الأشخاص بسعر 50 ريالا لكل تذكرة، مستغلًا الزحام الشديد أمام المركز وصعوبة الحصول على تذكرة من خلاله، وأضاف محمد: أقنعنا أنه سوف تكون لنا الأفضلية في الدخول قبل الآخرين، ولكننا فوجئنا عند دخولنا إلى مركز الحلاقة المكون من ثلاثة أدوار بأنهم رفضوا إدخالنا وقالوا إن هذه التذاكر مزيفة.. حينها عدت لأبحث عن ذلك الشخص الذي باع لنا التذاكر لكننا لم نعثر له على أثر. وقال خالد السيد من الجنسية المصرية بأنه رأى عددا من الأشخاص أمام المراكز الخاصة بالحلاقة يبيعون تذاكر مزيفة لبعض الحجاج مستغلين الزحام أمام المراكز، ويبيعون التذكرة بمبالغ تتراوح من 20 إلى 50 ريالا. وقال الحاج مجد الدين: بعد منتصف الليل قدم إلينا مجموعة شباب يبيعون تذاكر الحلاقة بمبلغ 20 ريالا ونحن فرحنا بذلك السعر القليل واشترى ما يقارب 130 حاجًا تلك التذاكر وعند الانتهاء من رمي الجمرات وذهابنا إلى مركز الحلاقة، الذي يقع بقرب المشعر تم رفضها تماما وأبلغنا إدارة المركز بذلك فقالوا إنهم لا يتحملون المسؤولية وأبلغنا الجهات المختصة بذلك. فيما قال الحاج فهد السعيد من دولة الكويت بأن مستوى النظافة ببعض مراكز الحلاقة منخفض تمامًا وليس هنالك عمالة تقوم بالتنظيف بعد الانتهاء من حلق الرأس أو الذقن للحجيج، وأشار السعيد إلى أن منظر الشعر الذي يملأ الأرض غير محبب للنفس، ومع أن سعر الحلاقة لديهم 30 ريالا للحاج الواحد، لكن ليس هنالك نظافة أو خدمة جيدة مقابل هذا المبلغ. فيما لفت الحاج سعيد المنصوري إلى استخدام البعض المتكرر لشفرات الحلاقة ما يشكل خطرا صحيا. وقال الحاج حمزة الزياني من المنطقة الشرقية: إن منظر الدم بادوات الحلاقة في بعض المراكز صعب التحمل. أما الحاج علي الزهراني فقال: إن سوء التنظيم في عملية شراء التذاكر والدخول والخروج اربك وسبب زحاما شديدا للحجيج وللعمالة وأشار إلى أن مركز الحلاقة يتكون من ثلاثة أدوار واختنق عدد من الحجيج بين الدورين الأول والثاني بسبب إيقاف دخولهم بسبب الزحام وعدم توفر مقاعد. وذكر الحاج هاني عبدالقادر أن عدم اختصاص العمال بمهنة الحلاقة هو سبب جميع كل هذه المشكلات من جرح لرؤوس الحجيج وتأخر في الحلاقة واستغرب عبدالقادر من عدم التأكد من مهنهم قبل التصريح لهم. ومن جانبه قال المستثمر عبدالرحمن المحمادي: إن المركز الخاص بي يبلغ عدد العمال فيه ما يقارب 158 عاملا وقيمة الإيجار المدفوع لأمانة العاصمة ما يقارب 80 ألف ريال وتختلف الأسعار من مركز إلى آخر. ومن جانبه أوضح أسامة بن عبدالله الزيتوني، مدير إدارة الإعلام والنشر بأمانة العاصمة المقدسة، أنه تم تخصيص عدة مراكز للحلاقة بسعة (1100) كرسي حلاقة بمشعر منى والجمرات. وأضاف: إن الأمانة حرصت على تشديد الرقابة على عمل الحلاقين والمواقع للتأكد من نظافتها وسير العمل بشكل صحي وآمن. المزيد من الصور :