لم يعد التنافس محصوراً على لاعبي كرة القدم في كسب عقود احترافية بمبالغ مالية كبيرة بل امتد إلى أروقة المشاعر المقدسة بعدما اشتدت المنافسة بإثارة منقطعة النظير بين ثلاثة آلاف شاب سعودي من أجل الفوز بموقع استثماري لا تتجاوز مساحته المترين فقط، بينما يتخطى العائد المالي خلال 10 أيام ما يتجاوز قيمة مقدمات عقود أشهر اللاعبين المحترفين في كرة القدم، بمبلغ يصل إلى 500 مليون ريال. وسجلت المشاعر المقدسة أخيراً، تنافساً كبيراً بين ثلاثة آلاف شاب سعودي على أكثر من 2400 موقع استثماري داخل المشاعر المقدسة بهدف استثمار وقت فراغهم خلال إجازة عيد الأضحى، وتحقيق مكاسب مالية خلال موسم الحج الحالي بعد أن نجحوا في حجز مواقع استثمارية لهم في مشعر منى، وعرفات، ومزدلفة بعد دخولهم في منافسة الظرف المختوم التي أقامتها أمانة العاصمة على تلك المواقع قبيل انطلاق موسم الحج في تنظيم جديد للمباسط الموسمية. وبحسب تقديرات غير رسمية فإن العوائد المالية لتلك المباسط الموسمية تزيد على 500 مليون ريال خلال 10 أيام من موسم الحج الحالي، وبالأخص أنه يقصدها آلاف الحجاج خصوصاً أيام التشريق في مشعر منى رغم محدودية مساحاتها تلك والتي لا تتجاوز20 متراً مربعاً. ويوضح البائع في محل لبيع المواد التموينية في مشعر منى محمد عبدالغني (20 عاماً) أن الحرص على سلامة الحجاج أبرز ما يهدف إليه خلال عمله في المباسط المرخصة، خصوصاً وأنها متوافقة مع اشتراطات الصحة العامة، وبالذات التي تبيع الأغذية والوجبات الجاهزة، معتبراً أن اختفاء المباسط العشوائية والمخالفة جاء بعد الرقابة الشديدة من الأمانة. ويكشف عبدالغني عن أن دخل محله المختص في بيع العصائر والفطيرة والمعلبات خلال اليومين الماضيين تجاوز 26 ألف ريال. من جهته، يؤكد المستثمر الشاب صالح باناصر الذي يعمل معه شقيقه أيمن إلى جانب ثلاثة شبان آخرين داخل صالون للحلاقة في مشعر منى بالقرب من جسر الجمرات، أن دخل صالون الحلاقة يوم النحر فقط تجاوز 40 ألف ريال، كاشفاً عن أن أسعار حلاقة الرأس بالموس تبلغ 30 ريالاً، وبمكينة الحلاقة للمقصرين 15ريالاً. وتحدث عن اعتماد بعض الحجاج على القص أو الحلاقة لبعضهم بعضاً، مضيفاً «لكن بعضهم للأسف يرمي أمواس الحلاقة على الأرض ما يتسبب في أذى المارة بالطريق». بدوره، يوضح مساعد أمين العاصمة المقدسة لتنمية الاستثمارات البلدية أمين بن عبدالقادر نائب الحرم ل «الحياة» أن الأمانة وفرت قرابة 2400 مبسط موسمي في حج هذا العام في مواقع متنوعة وبأنشطة مختلفة من مطاعم لتجهيز الوجبات الخفيفة، ومحال لبيع المواد التموينية، ومخابز، وبرادات، وصيدليات، وشركات اتصالات»، مبيناً أن تلك المواقع ضمت300 مطعم لتجهيز الوجبات الخفيفة، و22 موقعاً ثابتاً للحلاقين تضم 2000 كرسي حلاقة، إضافة إلى تخصيص 12 صيدلية موزعة في كافة أنحاء مشعر منى. ويقول نائب الحرم إن الأمانة أعلنت في أوقات سابقة عن مواقع المباسط كافة وتم طرحها للمتقدمين وفق نظام الظرف المختوم بقصد عدم احتدام المنافسة بين المتقدمين مما يؤدي إلى وصول أسعار التأجير لأرقام فلكية تنعكس سلباً على الحاج المستهلك من خلال رفع أسعار المواد المباعة عليه، مفصحاً عن بلوغ القيمة الإجمالية لإيجار تلك المباسط الموسمية خلال العام الواحد 20 مليون ريال، اذ يتم تأجير المحل على المستثمر بخمسة آلاف ريال فقط خلال موسم الحج. ويضيف: «عمدنا إلى تقليل المساحات لإتاحة الفرصة لأكبر عدد من المستثمرين للاستفادة من المواقع، وتمت مراعاة محدودية المساحة التي ستنعكس إيجاباً على قيمة إيجار المواقع التي يتراوح دخل مستأجريها بين 400 إلى 500 مليون ريال».