لا أملك في هذه العُجالة سوى شُكْر مجلس القضاء الأعلى على قراره الذي أصدره قبل أيام، وألزم معه المحاكم بالسماح للمرأة المطلّقة، التي تحضن أطفالها، لمراجعة كافّة الجهات، مثل المدارس والجوازات والأحوال المدنية والسفارات وغيرها، لحلّ وإنهاء ما يخصّ الأطفال من مشكلات وإجراءات، بعد ثبوت تعسّف كثيرٍ من الآباء، وانعكاسه السلبي على الأطفال، وليت التعسّف كان بمُبرّر مشروع، بل تشفّيًا وانتقامًا من طليقاتهم، باسم الذكورة الفجّة، لا النشامة والرجولة!. حتى سفر الأطفال مع أمّهم المطلّقة قنّنه المجلس مشكورًا، وجعله ممكنًا لكن بإذنٍ من القاضي، وسيُعامَل طلب الأمّ للإذن بالسفر مع أطفالها معاملة المسائل المستعجلة وفقًا للمادتين (205، 206) من نظام المرافعات الشرعية، بعد أن كان حقًا حصريًا سرمديًا بيد الأب، يتصرّف فيه بمزاج، ويُصفّي معه الحسابات، بلا حكمة ولا رويّة!. أنا هنا أشير للسفر كمثال فقط، دون إغفال أهمية المشكلات والإجراءات الأخرى، فسفر الأطفال مع أمّهم الحاضنة لهم مُفيد وضروري، وتجربة بريئة وهدف مشروع، وحرمانهم منه عملٌ غير إنساني، خصوصًا في الإجازات، ففيه متعة وترفيه لهم بعد سنة من الكدّ والدراسة، ولا يسعى لحرمانهم منه إلّا المتجرّد من الشفقة، والمخلوع من الرأفة، والحمد لله الذي وفّق المجلس للاجتهاد وإحقاق الحق لمصلحة الأطفال البريئين!. وهنا أدرك شهرزاد الصباح، وقبل أن تسكت عن الكلام المباح، بعثت لي برسالة واتس آب، تقول فيها إنه هكذا اندثر حرمان أطفال المطلّقات من السفر، وانتهى الدرس لكلِّ أبٍ مُتعسّفٍ، لا يكترث بمصلحة أطفاله، وهو في ذلك من الأنانيين!. @T_algashgari [email protected]