مع مطلع كل عام دراسي جديد تتجدد معه الآمال وتنسحب معه الشجون , ننظر إلى جيل جديد نعلق عليه آمالاً كباراً ,وندعو و نبتهل إلى الله العلي القدير أن يعيننا على أن نربي هذا الجيل تربية تهيئة لتحقيق ما نصبو إليه ونتطلع إلى تحقيقه . نأمل في جيل يغير واقع أمتنا ويعيد مجدها العظيم وتأخذ مكانتها المرموقة بين العالم ، جيل يغير وجه العالم , جيل يسود العالم بمبتكراته وإبداعاته , جيل يتصدر العالم بإنتاجه ومخترعاته ,,رجال يحصدون أكبر نسبة من براءات الاختراع على مستوى العالم , شباب يتصدرون جوائز (نوبل ) , شباب علماء يشار إليهم بالبنان في شتى المجالات . نتطلع إلى عصر نصبح فيه رواد ثقافة ، ثقافة تعطي أكثر مما تأخذ , ثقافة تصبح مصدراً لتيارات المعرفة , يترجم منها أكثر مما يترجم إليها , ثقافة تقود إلى التطور ، ثقافة تفرض نفسها على العالم لحاجة العالم إليها . هل يمكن أن يتحقق ذلك ؟ نعم. وليس ذلك بمستحيل , وليس ذلك على الله ببعيد . ولكن كيف نصل إلى ذلك ؟ هنا يقع العبء علينا نحن المعلمين , وليسأل كل واحد منا نفسه كيف يتحقق ذلك ؟ وكيف أكون مبدعاً في تربيتي لطلابي حتى يكونوا مبدعين ؟ إذا توفرت لدينا النية الصادقة والإخلاص الذي يتبعه الإتقان والإتقان الذي يؤدى إلى الإحسان , تلك دعائم تربيتنا لأبنائنا , التربية التي تستشرف المستقبل مستفيدة من الماضي وتطور الحاضر لهذا المستقبل المنشود . هل نحن أهل لذلك ؟ نعم أخي المعلم , إذا كانت تربيتنا تنتج تعلماً يؤدي إلى تعلم , تربية تهدف إلى اكتشاف وتنمية بذور الإبداع والابتكار بداية من الصف الأول الابتدائي. نعم من الصف الأول الابتدائي , اجعل تلميذك قائدا في كل موقف تعليمي ، اجعله مكتشفا باحثاً أكثر من أن يكون متلقياً وكن أنت المرشد والموجه والمشجع , اهتم بكل سؤال يسأله وكن أنت قائداً أيضاً . وربِّ فيهم حب البحث والاطلاع والطموح للحصول على أعلى الدرجات وحتى تنتشر ثقافة ( الدرجات العلمية وسيلة لا غاية بداية وليست نهاية ), أيًّا كانت حتى ولو كانت أعلى الدرجات ،وبعون الله أولاً وركيزة الإخلاص ثانياً يمكن أن يتحقق لنا ذلك بفضل الله وكرمه . محمد بدير السعدي - المدينة المنورة