للمجالس الاجتماعية في المدن أو في المحافظات أو في القرى أو في الأرياف صفات وعلوم رجال معروفة من أهمها أن يكون رواد هذه المجالس أصحاب عزة وكرامة وأن يعتبر صاحب المجلس أن رواد مجلسه يتفضلون عليه أي أنهم أصحاب بيت ولكل واحد منهم واجب ، تحتم الضيافة أداءه دون تمييز بين ضيف أو ضيف أو بين رواد المجلس ، هذه الصفة للمجالس التي يريد أصحابها أن يكون مجلسهم ذا شأن وسمعة حسنة ، أما إن تحول المجلس الاجتماعي إلى درجات منها درجة ال"في أي بي" والدرجة التي تليها إلى درجة سقط المتاع أي إن العدد في الليمون ويبنى على ذلك تكريم الفئة المميزة في أن يجلسوا في صدر المجلس والاحتفاء بهم وعدم السماح بجلوس أي شخص في أماكنهم وتفقدهم إن غابوا أو تأخروا وتأخير الطعام من أجلهم والسؤال عنهم بتلهف بينما يعامل الباقون معاملة أقل ما يقال عنها إن فيها استخفافاً وعدم اهتمام بهم وأنهم لا أهمية لهم إن حضروا أو غابوا ، فإن مثل هذا المجلس يكون مجلساً غير كريم وغير سليم وإن من يسمع ما يدور في المجلس من تكريم فئة دون غيرها من الفئات ،فإنه لا يكتفي بلوم صاحب المجلس ولكنه يلوم أكثر من وصفوا بأنهم مميزون ومتصدرون للمجلس لأن نفسياتهم سمحت لهم بالاستمتاع ومشاهدة الاستخفاف الذي يحصل لغيرهم في المجلس دون أن يقدموا أي احتجاج ولو كانوا مميزين حقا لعلموا أن لأي مجلس كرامة وعزة وأن أي استخفاف بفرد من افراده يعد استخفافاً للمجلس بما فيه ومن فيه ، فالتميز في مثل هذه المجالس أن لا يرضى صاحب هذه الصفة بالغلط يحصل أمامه ولا يكون مثل "جحا" الذي قال :(أنا برى) ، أما الصغار الذين ارتضوا على أنفسهم الهوان واكتفوا إن يكونوا مجرد سقط متاع وتكملة عدد على طريقة خشوني لا تنسوني فحسبهم ما يلاقون في المجلس لأنه ينطبق عليهم قول الشاعر من يهن يسهل الهوان عليه ما لجرحٍ بميتٍ إيلامُ وهذا النوع من المخلوقات لو حاول بعضهم بعض أن يكونوا قد استسهلوا الهوان لو حاولوا استعادة شيء من كرامتهم المنقوصة ورفعوا رأسهم قليلا فإن مصيرهم قد يكون الطرد من المجلس أو تعاملهم بجفاء يشعرهم إن مركب العزة والكرامة قد فاتهم فإما أن يعودوا إلى حجمهم ويقبلوا ماهم فيه من هوان أو أن الباب يفوت جملاً .. وعلى اية حال فإن الانسان الذي يحترم نفسه ويحرص على كرامته ويريد أن يكون له ماضٍ يفتخر به ويردده أبناؤه من بعده عليه أن لا يدخل أي مجلس من المجالس الاجتماعية إن لم يكن هذا المجلس محافظاً على كرامة الجميع فلا فرق بين زيد وعبيد ولا يكون هذا في الصدر وذاك عند الباب ، فإن وجدت مجالس بهذا الشكل فإنها مجالس لا تطاق وعلى كل إنسان أن يفصل الثوب على مقاسه.. والله الموفق . [email protected]