سيطر مسلحون إسلاميون على مركز للشرطة في بلدة حدودية لبنانية وقتلوا جنديين امس السبت مما دعا الجيش للتحذير من رد «حاسم» على أخطر امتداد للحرب الأهلية السورية على مدى شهور. فيما أكدت مصار أن الجيش اللبناني تمكن من قتل حوالي 11 متشدداً. وقالت مصادر أمنية ووسائل إعلام إن مدنيين لبنانيين قتلا أيضا وهما يحاولان منع مقاتلين من جبهة النصرة -فرع تنظيم القاعدة في سوريا- من اقتحام مركز الشرطة في بلدة عرسال. وعرسال بلدة لبنانية حدودية تقطنها أغلبية سنية وفر إليها عشرات آلاف اللاجئين السوريين هربا من القتال وكثيرا ما شهدت أعمال عنف مرتبطة بالحرب في سوريا. وقصفت طائرات حربية سورية محيط البلدة وكثيرا ما يعبر مقاتلو المعارضة الحدود الطويلة اما للراحة أو للعلاج في عرسال. وزادت التوترات في المنطقة بسبب دخول جماعة حزب الله اللبنانية الشيعية في الصراع السوري لمساعدة الأسد. وشاركت الجماعة مع قوات الحكومة السورية السبت في نصب كمين على الحدود في إقليم القلمون السوري. وقالت مصادر أمنية إن أعمال العنف في عرسال بدأت بعد أن اعتقلت السلطات اللبنانية عماد جمعة أحد قادة جبهة النصرة عند نقطة تفتيش قرب البلدة. وردا على ذلك قام مسلحون ملثمون بالانتشار في المنطقة واقتحام مركز الشرطة. وقال أحد مقاتلي جبهة النصرة لرويترز إن المقاتلين لن يغادرو مركز الشرطة حتى يتم الإفراج عن جمعة. وقال الجيش اللبناني في بيان نشرته الوكالة الوطنية للإعلام إنه «لن يسمح لأي طرف بنقل المعركة من سوريا الى أرضه». وأضاف البيان «إن الجميع مدعوون لوعي خطورة ما يجري وما يحضر للبنان وللبنانيين وللجيش بعدما ظهر ان الاعمال المسلحة ليست وليدة الصدفة بل هي مخططة ومدروسة والجيش سيكون حاسما وحازما في رده.» وأظهرت لقطات بثها التلفزيون المحلي مركبات عسكرية تقل جنودا وهي تسير على الطريق في عرسال فيما كانت سيارات الإسعاف تسير في الاتجاه المعاكس. وذكر شهود أن طائرات حربية سورية قصفت مواقع للمسلحين على مشارف البلدة. وفي وقت سابق امس قال المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره لندن إن القوات الموالية للأسد مدعومة من مقاتلي حزب الله نصبت كمينا بالمدفعية وقتلت عشرات من مقاتلي المعارضة بينهم مقاتلون من جبهة النصرة وتنظيم الدولة الإسلامية قرب بلدة الجبة على بعد عشرة كيلومترات من الحدود. وتمكنت القوات الموالية للأسد إلى حد بعيد من طرد المسلحين من بلدات وقرى في المنطقة الحدودية منذ مارس لكن بعض جيوب المسلحين لا تزال صامدة. وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد السوري إنه لم يتضح بالضبط عدد مقاتلي المعارضة الذين لاقوا حتفهم في القتال في المنطقة لكن العدد الإجمالي «50 على الأقل». وقدرت مصادر أمنية لبنانية وسورية أن عدد القتلى يفوق ذلك بكثير قائلين إن حوالي 170 من مقاتلي المعارضة قتلوا لكن لم يتسن التأكد من صحة هذا الرقم من مصادر مستقلة. وأضافوا إن تسعة من مقاتلي الحكومة السورية واثنين من مقاتلي حزب الله قتلوا أيضا.