يفاجئنا كل خطاب وفي كل مناسبة بمضامين تهدف لمعانٍ تلزم الأمة الإسلامية لإظهار حقيقة الإسلام، وتبرئ ساحته من كل اتهام باطل، لهذا نحن فخورون برأيك السديد وفكرك الرشيد أيها القائد الملهم، أدامك الله ذخراً وفخراً للإسلام والمسلمين،فلو أدرك المغالون معنى توجيهاتكم الحكيمة ما غالوا، ولوتفهموا قيمة كلماتكم الرصينة الصادقة ما تطرفوا، يكفي بأنك خادم الحرمين الشريفين ومن عباد الله الغيورين على علو راية الإسلام وسمو قدره، ومن أكثر الناس اهتماماً وحرصاً على خدمته، وهذا لا يخفى على أحد،فمثلكم لا يتفوه إلا بما يفيد وينفع، ولا يوجه إلا لصالح يرفع ، عملاً بقول الله تبارك وتعالى في محكم التنزيل (إليه يصعدُ الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه) صدق الله العظيم، فأنت محقٌ أيها الملك الحكيم المؤمن، كلما أشرت إلى منابع الإرهاب الآسنة بقصد تجفيفها،وإلى أفكار الغلو والتطرف الضالة،ذات الآثار الخطيرة والسقطات الكثيرة بقصد استئصالها،فقد شوهتْ صورة الإسلام الرائعة والبعيدة كل البعد عن سماحة الإسلام دين المحبة والسلام، أما علم هؤلاء أن الإسلام حرم دم المسلم على أخيه المسلم، فما تفسير تلك المذابح في نظرهم، ذابح يكبّر كأنه مقدمٌ على نحر شاة، وذبيح يردد الشهادة وهو ينتظر مصيره المحتوم، عجباً لهذه المفارقات الذابح مسلم والمذبوح مسلم وربما كان أقرب عند الله من ناحره، أليس هذا هو الإرهاب بعينه والطغيان في أبشع صوره؟ . أحسست وأنا أستمع لخطاب المعايدة من خادم الحرمين الشريفين أيده الله، بنبرة لا تخلو من حسرة ومرارة وهو يندد بجرائم اسرائيل وصمت العالم المريب، وهم يتابعون ذلك الواقع المؤلم الذي تعيشه أمتنا الإسلامية في كثير من البلاد، نتيجة صراعات وأفكار لا تسمن ولا تغني من جوع، فإلى متى ستظل دماء الأبرياء في فلسطين وغيرها تراق من توجهات إرهابية ما أنزل الله بها من سلطان،تنفذ مخططها مقابل مجازر جماعية وإبادة حقيقية. أما آن لأهل القرار في غزة أن يتحلوا بشيء من المرونة، حفظاً لهذه الدماء الزكية الطاهرة التي تدفعُ الثمن غالياً، أما آن لهم أن يتلقفوا كل مُبادرةٍ داعيةٍ لتهدئة الأوضاع وحفظ دماء الأبرياء؟ لهؤلاء نقول: عندما انسحب خالد بن الوليد رضي الله عنه بجنده في إحدى المعارك هل كان انسحابه جُبناً وهزيمة؟ لا والله فقد كان نعم القائد الذي أمن جيشهُ وحفظ جُنودَهُ، عندما نظر إلى المشهد بمنظار الواقع . سيدي خادم الحرمين الشريفين نشهدُ بأنك حملت الأمانة ودعوتَ إخوانك قادة وعُلماء الأمة الإسلامية لأداء واجبهم الإسلامي ودورهم العربي المتوقع، الذي يُناسب هذا المنعطف الخطير من تاريخ أمتنا الإسلامية والعربية، ليقفوا سداً منيعاً في طريقِ كُلِّ من تُسول له نفسه العبث بأمن المسلمين والتلاعب بمقدراتهم، وذلك بإظهار الوجه الحقيقي للإسلام دين السلام وليس دين الإرهاب كما عكس ذلك أهلُ الفكر الضال، فلا بُدَّ من الوقوفِ في وجهِ من يُحاولون اختطاف هذا الدين العظيم وعرضه للعالم باعتباره دين تطرف وغُلو وإرهاب. نسألُ الله جلَّ وعلا أن يُظهر الحق ويُزهق الباطل وأن يحمي وطننا الغالي من كل ما يخل بأمنه واستقراره وأن يحفظ قائد المسيرة وراعي النهضة خادم الحرمين الشريفين أيده الله وحفظهُ ورعاه، ولا بُدَّ للتاريخ أن يحفظ لكم دعوتكم لمُجابهة الإرهاب، حيثُ أوضحتم للعالم أجمع معنى التوادد والتراحم الذي ينبغي أن يكون عليه المجتمع الإسلامي حتى يدرأ عن طريقه كل ما يعيق توجهه الآمن المطمئن، دمتم لنا أيها القائد المُلهَم وكلَّ العمر وأنتم بصحةٍ وعافية والإسلام بمنعة وقوة والمسلمون بسعادةٍ وأمنٍ واستقرار. [email protected]